فاقم إعلان شركة "أسترازينيكا" أنها لن تتمكن من تسليم 60% من كميات اللقاح المضاد لفيروس كورونا في موعدها من أزمة تواجهها حملات التلقيح بمعظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي منذ أواخر العام الماضي، ما دفع عديد الدول الأعضاء بالاتحاد إلى إبرام عقود ثنائية لشراء اللقاحات من روسيا خارج الإطار المتفق عليه بحصر الشراء والتوزيع بالمفوضية الأوروبية.
وأعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية أنها تلقت طلباً من السلطات الصحية الروسية للحصول على "مشورة علمية" بشأن لقاح "سبوتنيك" لمعرفة البيانات اللازمة للنظر في الموافقة على استخدام اللقاح، وفقا لما أوردته صحيفة الشرق الأوسط.
وفي حال استيفاء اللقاح الروسي الشروط المطلوبة من الوكالة الأوروبية للأدوية، سيكون جاهزاً للتوزيع في بلدان الاتحاد الأوروبي بحلول فصل الربيع المقبل.
وكانت المجر قد بدأت باستخدام اللقاح الروسي هذا الأسبوع من غير موافقة الوكالة بعد أن أبرمت عقداً لشراء مليوني جرعة.
وما إن أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية عن الطلب الذي وصلها من روسيا حتى أبدت بلدان عدة ترحيبها بالخطوة ودعت إلى الإسراع في تدابير الموافقة إذا كان اللقاح مستوفياً الشروط العلمية والصحية المطلوبة، وعدم إقحام الاعتبارات السياسية في الموضوع.
وفي هذا الإطار، قالت وكيلة وزارة الصحة الإيطالية "ساندرا زامبا": "لا يهمنا إذا كان اللقاح روسياً أو صينياً أو ألمانياً، يكفي أن يستوفي الشروط التي تحددها الوكالة الأوروبية للأدوية".
السلطات الصحية الروسية أعلنت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أي بعد يومين من الإعلان عن نتائج لقاح فايزر، أن فاعلية لقاحها تبلغ 92% مقابل 90% للقاح الأمريكي، علماً بأن المعهد الذي قام بتطوير اللقاح الروسي لم ينشر نتائج تجاربه التي اقتصرت على 38 حالة.
ويعرب خبراء منظمة الصحة العالمية عن شكوكهم في أن تتمكن بلدان الاتحاد الأوروبي من تحقيق الأهداف التي وضعتها بتلقيح 70% من مجموع السكان بحلول فصل الصيف، كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فان در لاين" يوم الخميس الماضي.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن 52 دولة تقوم حالياً بتوزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، وأن حوالي 20 مليون شخص قد تلقوا اللقاح حتى الآن، لكنها أشارت إلى أن هذا العدد لا يمثل أكثر من 0.3% من سكان العالم، وأن عدد الإصابات يزيد بمعدل 5 ملايين إصابة جديدة كل أسبوع، ما يظهر أن التدابير المتخذة لاحتواء الفيروس ليست كافية، وأنه لا بد من الإسراع في حملات التلقيح.