الخليج الجديد

شنت وسائل إعلام موالية لنظام الحكم السعودي هجوما علي الفيلم الوثائقي الذي بثته فضائية BBC العربية، والذي يعرض مشاهد يتم تسليط الضوء عليها لأول مرة بخصوص احتجاجات المنطقة الشرقية في السعودية، والتي يعتبر فيها الحديث عن "المعارضة" أو "الشيعة" من المحرمات.

ووصفت وسائل الإعلام السعودية الفيلم بـ«الطائفي»، مشيرة إلي أن BBC  قامت باعتبار «مجرمون» كنشطاء. حيث تتبنى وسائل الإعلام السعودية الموقف الرسمي الذي يتهم المحتجين بالتورط في قتل عناصر من الشرطة السعودية، وإقحام المنطقة في حلقة من الإرهاب والإضطرابات.

واتهمت وسائل الإعلام السعودية  هذه الطائفة، (إشارة إلى المواطنين الشيعة)، بأنها تقوم بنشاطات خارجية هدفها الإساءة لبلدهم.

وكانت الإعلامية السعودية «صفاء الأحمد» قد قدمت فيلما وثائقيا بعنوان "الحراك السري في السعودية" وبثته فضائية BBC العربية، والتي استطاعت من خلاله عرض ماقامت به على مدار عام كامل، من التواصل مع المعارضة السعودية في المنطقة الشرقية بالمملكة - القطيف - لتُظهِر تحركات النشطاء المناهضين للحكومة السعودية في المنطقة ذات الأغلبية الشيعية، والتي تعاني من الفقر والتهميش.

وسلط الفيلم الضوء على احتجاجات المتظاهرين في الشوارع، منددين بـ«سنوات من الظلم»، ومطالبين بتوزيع أكثر عدالة للثروة النفطية الهائلة في المملكة، على حد تعبيرهم. كما نددوا بسياسات الدولة العنصرية تجاه الغالبية الشيعية في هذه المنطقة. ويوضح الفيلم أن في بعض الأحيان يكون العنف الطابع السائد على المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، مما ادى إلى مقتل وجرح عشرات من النشطاء حتى الآن .

وعرض الفيلم لقاءات «صفاء» مع بعض زعماء المعارضة. والذين تدرجهم الحكومة السعودية على قوائم المطلوبين. كما بثّ مشاهد تُعرض لأول مرة على وسائل الإعلام من أحداث وفعاليات القطيف، التي تعتبر مركزا للحراك الاحتجاجي منذ بدايته، وموقع أكبر حقول النفط في العالم.

وتشير صفاء خلال الفيلم إلى أهمية هذا الحراك الاحتجاجي، ونشاط تلك الانتفاضة الغير مسبوقة، والتي بدأت في القطيف منذ مارس/آذار 2011 تزامنا مع إنطلاق ثورات الربيع العربي في المنطقة. وتستمر حتى الآن. إلا أنها لا تحظى بتغطية إعلامية تُذكر.

وبحسب التقرير، فإن شبكة BBC  حاولت مرارا التواصل مع الحكومة السعودية لإعداد الفيلم، وعرض وجهة نظر وردود الدولة، إلا أن الحكومة قابلت جميع المحاولات بالرفض.

وتقول الإعلامية «صفاء الأحمد» أنه نظرا للتعامل الأمني السعودي المُتكتم والمُصر على التقليل من أهمية تلك التحركات الاحتجاجية، بجانب تعامله القمعي تجاه من يثبت تورطه فيها، فإنه من النادر تغطية تلك الاحتجاجات في الإعلام. مشيرة أن «ما يحدث هو أمر مهم، ولكن لا يتم الحديث عنه بشكل كاف». ومفسِّرة بذلك السبب وراء اختفاء تلك المشاهد عن الرأي العام العالمي، والتي عُرضت لأول مرة بهذا الشكل في سياق الفيلم الوثائقي.■

طالع ترجمة «الخليج الجديد» لتقرير «صفاء الأحمد»: الانتفاضة الخفية في السعودية