أعلنت السعودية، الأربعاء، الكشف عن قضية فساد جديدة متورط بها رجال أعمال ومواطنون ومقيمون بالمملكة، تجاوزت المبالغ المتعلقة بها 3 مليارات دولار.
وقالت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية "نزاهة"، إن القضية متورط بها عدد من موظفي البنوك في تلقي رشاوى من تشكيل عصابة مكونة من مجموعة مقيمين ورجال أعمال.
ووفق التفاصيل، كانت الرشاوى تقدم مقابل إيداع مبالغ نقدية مجهولة المصدر وتحويلها إلى خارج المملكة.
وبعد إجراء التحريات الميدانية وتحليل الحسابات البنكية للكيانات التجارية وربطها بالواردات الجمركية، اتضح أن المبالغ النقدية مجهولة المصدر المودعة بحسابات تلك الكيانات التجارية بلغت 11 مليار و 590 مليون ريال، أي ما يعادل أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي.
وقالت الهيئة إن هذه المبالغ تم تحويلها إلى خارج البلاد.
#هيئة_الرقابة_ومكافحة_الفساد #وطن_بلا_فساد pic.twitter.com/9p540pw7We
— هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (@nazaha_gov_sa) January 27, 2021
وأعلنت الهيئة القبض على 5 مقيمين أثناء توجههم لأحد البنوك لإيداع مبلغ 9 ملايين و 784 مليون ريال، أي مليونين و 608 ألف دولار.
وقالت الهيئة إن 7 رجال أعمال، و12 موظف بنك، وضابط صف بشرطة إحدى المناطق، و5 مواطنين، و2 مقيمين، أوقفوا لتورطهم في جرائم الرشوة، والتزوير، واستغلال نفوذهم الوظيفي في الكسب المالي غير المشروع، والتستر التجاري، وغسل الأموال.
وبحسب التفاصيل فقد قام أحد رجال الأعمال بتأسيس عدد من الكيانات التجارية الوهمية باسمه واسم زوجته وابنه وفتح حسابات بنكية.
ومكن رجل الأعمال مقيمين من استخدام تلك الحسابات مقابل مبلغ شهري.
وكان المقيمون يستخدمون الحسابات لإيداع مبالغ مجهولة المصدر، قبل تحويلها إلى خارج البلاد وذلك يتم بتواطؤ من موظفي البنوك مقابل حصولهم على مبالغ وهدايا عينية.
وفي نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت "نزاهة" القبض على مسؤولين سابقين بوزارة الداخلية ورجال أعمال ومقيمين بتهم فساد.
وأنشأت السعودية هيئة مكافحة الفساد عام 2011، ومنحتها صلاحيات كشف الفساد في كل المؤسسات الحكومية، قبل أن تنال دعما رسميا بارزا في السنوات القليلة، بعد احتجاز الرياض العشرات من رجال الأعمال والأمراء في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، في حملة قالت إنها تهدف لمكافحة الفساد عام 2017.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، في تصريحات نقلتها "واس"، إن مجموع التسويات التي تحصل عليها جراء حملاته التي أعلن عنها لمكافحة الفساد في السعودية بلغت 247 مليار ريال (65.8 مليار دولار)، بما يوازي 20% من الإيرادات غير النفطية للمملكة.
#هيئة_الرقابة_ومكافحة_الفساد تباشر قضية جنائيةhttps://t.co/ydmovpjJHH#وطن_بلا_فساد pic.twitter.com/WuFYjr5QAq
— هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (@nazaha_gov_sa) January 27, 2021
وقاد "بن سلمان" حملة قال إنها لمكافحة الفساد، قبض خلالها على أمراء ووزراء ورجال أعمال وسياسة ومستثمرين، وتحفظ عليهم داخل فندق "ريتز كارلتون" بالرياض، ولم يطلق سراح إلا من وافق على التنازل عن جزء من ثروته للحكومة، في حملة اعتبرها حقوقيون ومسؤولون حول العالم وسيلة عنيفة لتثبيت أقدام ونفوذ "بن سلمان" في المملكة وسط العديد من خصومه.