كشفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، عن 4 محاولات لشبكات تهريب روسية لبيع مواد إشعاعية لجماعات متطرفة في الشرق الأوسط، كان آخر تلك المحاولات في فبراير/شباط الماضي، عندما عرضت مافيا روسية بيع المواد الإشعاعية لتنظيم «الدولة الإسلامية» مقابل 2.5 مليون يورو، وقبل ذلك كشف عن 3 محاولات شبيهة كانت بدايتها عام 2010.
وأوضح تحقيق صحفي نشرته الوكالة، أن المنظمات بحثت بشكل خاص عن ممثل موثوق من تنظيم «الدولة الإسلامية» لعقد الصفقة معه، كما صرح محققون آخرون للوكالة بأن بعض هذه التنظيمات له علاقات قوية مع جهاز الأمن الروسي العام، وهم يقفون وراء السوق السوداء لبيع المواد الإشعاعية في مولدوفا منذ زمن طويل، بحسب موقع «الخليج أون لاين».
وقال ضابط شرطة «مولدوفي»، يدعى «قنسطنطين ماليتش»، إنه رغم تمكن أجهزة الأمن المولدوفية من الكشف عن هذه الصفقات فإن المسؤولين الأساسيين عنها تمكنوا من الفرار، ومن أمسك بهم تم إطلاق سراحهم بعد فترة قصيرة وعادوا إلى العمل بالتهريب.
ووفق الوكالة فإن المحققين في مولدوفا لا يعرفون هل يحمل المشتبه بهم المواد الإشعاعية حتى الآن، ولا يعرفون هل نجحت إحدى شبكات التهريب في تزويد الجماعات الجهادية مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» بهذه المواد سابقا.
وما يقلق في هذا الشأن هو أن «الدولة الإسلامية»، أعلن عدة مرات نيّته وضع يده على أسلحة دمار شامل كجزء من خطته لإنشاء دولة «الخلافة» في الشرق الأوسط، كما أنه استخدم سابقا أسلحة كيميائية في سوريا، وفق الوكالة الأمريكية.
وفي هذا السياق أضافت الوكالة أن مخزونا كبيرا من المعدن السام «سيزيوم» عرض للبيع للتنظيم، وهو قادر على قتل أحياء كاملة إذا ما تم دسّه في منظومات المياه والتهوئة، الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على حياة الملايين في سوريا أو أي مكان آخر يتم استخدامه فيه.
وفي سياق التحقيق، أرسلت أجهزة الأمن المولدوفية نسخا عن ملفات التحقيق مع المقبوض عليهم؛ من أجل توضيح خطورة نشاطات السوق السوداء الخاصة بالمواد الإشعاعية.
وأشارت إلى أن إحدى النتائج الكارثية لغياب التعاون بين روسيا ودول الغرب هو الصعوبة الآخذة بالازدياد بملاحقة المهربين، والكشف عن محاولاتهم تهريب المعادن والمواد الخطرة الموجودة في روسيا بكميات كبيرة، كما حصلت الوكالة على ملفات التنصت وفيديوهات الاعتقالات وصور المواد الإشعاعية التي تكفي لتصنيع قنبلة.
وعليه، بحسب الوكالة، تبين الوثائق الخلل الاستراتيجي في الخطة الموضوعة لمكافحة التهريب، وتكشف إشكاليات كثيرة في عمل السلطات والقيادات التي تنفذ الاعتقالات على مراحل؛ مما يفسح المجال أمام رؤوس التنظيمات وشبكات التهريب للهروب وأخذ المواد الإشعاعية معهم.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها تقارير عن السوق السوداء للمواد الإشعاعية، ففي النصف الأول لسنوات التسعينيات، جرى على الأقل 267 حادث سرقة مواد إشعاعية من المنشآت النووية الروسية.
وفي عام 2003 تحدثت تقارير عن فقدان صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية «قذرة» من مخازن السلاح في ملودوفا.
وفي عام 2010 أيضا قبض على مهربين أرمن، بينهم عالم نووي، وهم في طريقهم إلى جورجيا مع كمية من اليورانيوم المخصب، وعلى الرغم من ذلك كله لم يعرف حتى الآن هل استخدمت هذه المواد أو بيعت للتنظيمات المسلحة أم لا.