قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» اليوم الخميس، إن بلاده تستطيع أن تحصل على الغاز الطبيعي من أماكن أخرى غير روسيا، وإن دولا أخرى ستبني المحطة النووية الأولى لتركيا، وذلك في أعقاب الاختراقات الروسية للمجال الجوي التركي خلال حملتها الجوية في سوريا.
ونقلت صحف تركية من بينها «صباح» اليومية عن «أردوغان» قوله للصحفيين قبيل توجهه إلى اليابان في زيارة رسمية: «لا يمكن أن نقبل بالوضع الحالي، التفسيرات الروسية لانتهاكات المجال الجوي غير مقنعة»، بحسب وكالة «رويترز».
وأضاف أنه «مستاء مما حدث، لكنه لا ينوي في الوقت الحالي التحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
«أردوغان» أوضح أيضا أن «على روسيا أن تأخذ هذه الأمور في الحسبان، إذا لم يشيد الروس أكويو فسيأتي آخرون ويشيدونها»، مشيرا إلى «المحطة النووية المزمع إقامتها في جنوب تركيا».
وتابع: «نحن أكبر مستهلك للغاز الطبيعي الروسي، فَقد تركيا سيكون خسارة كبيرة لروسيا، إذا اقتضى الأمر فبمقدور تركيا الحصول على الغاز الطبيعي من أماكن أخرى عديدة».
وتلبي روسيا نحو 28 إلى 30 مليون متر مكعب من الطلب التركي على الغاز الطبيعي سنويا.
وكانت تركيا كلفت في العام 2013 شركة «روساتوم» المملوكة للحكومة الروسية ببناء أربعة مفاعلات بقدرة 1200 ميغاوات، لكن موعد بدء تشييد أول مشروع محطة نووية تركي لم يتحدد بعد.
وأول أمس الثلاثاء، حذر الرئيس التركي روسيا من إمكانية «خسارة صداقة تركيا» بعد سلسلة انتهاكات للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلات روسية منتشرة في سوريا.
وقال «أردوغان» خلال تصريح صحفي في بلجيكا: «علاقاتنا مع روسيا معروفة للجميع لكن إذا خسرت روسيا صديقا مثل تركيا تتعاون معه في عدة مجالات، فإنها ستخسر الكثير، يجب أن تعلم روسيا ذلك».
واعترفت وزارة الدفاع الروسية بخرق مقاتلة تابعة لها للمجال الجوي التركي، مساء السبت الماضي، لكنها أكدت أن الأمر استغرق بضع ثوان وأرجعت ذلك إلى سوء الأحوال الجوية. (طالع المزيد)
وفي بيان الإثنين الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء «إيغور كوناشينكوف» أن «الطائرة الروسية من طراز سوخوي 30 اخترقت المجال الجوي التركي لبضع ثوانٍ، أثناء عودتها لمطار حميميم الذي يبعد 30 كم عن الحدود التركية».
وأمس الأربعاء، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، «طانجو بيلغيج«، عدم طرح تأسيس مجموعة عمل مع روسيا، خلال المباحثات التي أعقبت الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي.
وأوضح «بيلغيج«، في تصريح صحفي، أن تركيا أعربت عن احتجاجها الشديد للسفارة الروسية في أنقرة، على خلفية انتهاك الأجواء التركية، يومي 3 و4 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، وأنها أكدت أن روسيا ستكون مسؤولة عن النتائج المترتبة في حال تكرار الانتهاكات بشكل متعمد.
وبحسب الدبلوماسي التركي فقد جرى إبلاغ السفير الروسي لدى أنقرة، «أندريه كارلوف«، بذلك لدى استدعائه إلى مقر الخارجية، الثلاثاء، الأمر الذي أكد عليه البيان الصادرعقب الاجتماع الأمني برئاسة رئيس الوزراء «أحمد داود أوغلو»، في الخامس من الشهر الحالي.