الموجة الثانية من كورونا تهدد ازدهار دبي السياحي

الأربعاء 3 فبراير 2021 03:22 م

تهدد موجة ثانية من انتشار فيروس "كورونا" بتقويض ازدهار سياحي تشهده دبي وقدم إنقاذا لاقتصادها المتضرر، لكن مع وجود القليل جدا من الأماكن المفتوحة أمام الزوار على مستوى العالم، يأمل قطاع الضيافة في الإمارة في استمرار توافد السياح.

لم تفرض دبي، وهي واحدة من المقاصد القليلة التي لا تزال مفتوحة أمام المسافرين الدوليين منذ يوليو/تموز، بعد أشد قيود لمكافحة الفيروس، بعد تسجيل أعداد قياسية يومية للإصابات في الإمارات، آملة أن تجنبها التطعيمات تكرار العزل العام الذي فرضته العام الماضي.

وقال "أوليفر كلوث" النائب الأول لمدير المبيعات وتنمية الأعمال بالمحيط الهندي لدى "آر.آي.يو"، إنه بعد زيادة عدد الزوار في ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهدت سلسلة فنادق "آر.آي.يو" "تباطؤا كبيرا" في حجوزات يناير/كانون الثاني الماضي في دبي، بعدما شددت بعض الدول قيود الدخول على القادمين من الإمارات.

واختفى السياح البريطانيون والإسرائيليون بشكل كبير من الشواطئ الرملية بالمدينة بعدما طالبت المملكة المتحدة وإسرائيل القادمين من البلد الخليجي بالخضوع لحجر صحي.

وعلقت الدنمارك، ثم بريطانيا، الرحلات القادمة من الإمارات.

جاءت تلك الخطوات مع ارتفاع عدد الإصابات اليومية في الإمارات إلى ثلاثة أمثاله على مدار الشهر الماضي ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 3966 حالة في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، حيث تكافح البلاد الآن أكبر تفش للفيروس منذ بداية الجائحة.

لا يكشف البلد الخليجي عن عدد الحالات المسجل في كل إمارة، لكن بعض الأطباء أبلغوا "رويترز" بأن المستشفيات الخاصة في دبي باتت تستضيف المرضى للمرة الأولى في شهور.

وإلى جانب إلزام السكان بوضع الكمامات في الأماكن العامة وبالتباعد الاجتماعي، حدت دبي أكثر من طاقة الاستيعاب في المطاعم وعدد المشاركين في اللقاءات الاجتماعية وحظرت العروض الترفيهية الحية.

كما حدت من طاقة الاستيعاب في الفنادق ومراكز التسوق وأعادت إلزام جميع المسافرين القادمين إليها بالخضوع لفحص يثبت عدم إصابتهم بالفيروس.

"بإمكاني العيش من جديد"

قال بعض ملاك الحانات والمطاعم إن عدد الزوار بدأ يتضاءل تدريجيا في أوائل يناير/كانون الثاني، لكن يمكن لهذا أن يكون مرتبطا بنهاية موسم ذروة السفر الشتوي وليس بارتفاع مستويات الإصابة بالفيروس.

كما أن السياح والسكان ما زالوا يرتادون شواطئ دبي الرملية ومخيماتها الصحراوية ونواديها ومطاعمها قبل حلول الصيف بطقسه الحار والرطب.

وتحدثت "رويترز" مع 10 سياح أتوا من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا البيضاء وتركيا ومصر، قالوا جميعا إنهم يشعرون بأمان نسبي في دبي.

وقال "خالد قاضي" (37 عاما)، وهو سمسار تأمين من باريس: "كل شيء مغلق في باريس. يجب أن نعود إلى المنزل في السادسة مساء. لكن هنا لا يوجد حظر تجول. لذا فمن الجميل جدا الاستمتاع بالقهوة والمطاعم والترفيه".

أما "آنا"، وهي إيطالية عمرها 35 عاما غادرت دبي في الآونة الأخيرة إلى لندن، فقد عادت لتعمل عن بعد خلال الشهور القليلة المقبلة ولقضاء وقت مع رفيقها الذي يعيش في الإمارة.

وقالت: "أشعر أن بإمكاني العيش من جديد لأنني عندما كنت في لندن لشهرين، كنا في عزل عام، عزل عام مشدد جدا. لذا لم نستطع الخروج كثيرا".

وفي ظل وجود القليل من المقاصد المفتوحة أمام المسافرين، يحدو التفاؤل الحانات والنوادي باستمرار الإقبال على دبي.

وقال "حنا قزّي"، المدير العام لمنتجع نيكي بيتش دبي: "يأتي سياح معظمهم أوروبيون إلى هنا راغبين في الفرار من العزل العام، يريدون قليلا من الحياة العادية".

وقال "تشارلي ويفينج" الشريك المدير لدى "إل.آي.في.آي.تي هوسبيتاليتي" المشغلة لنادي شاطئ كوف في دبي الذي يحظى بشعبية: "لا يوجد مكان آخر يذهبون إليه".

لكن إذا قررت دول أخرى تعليق الرحلات القادمة من الإمارات، فسيكون هذا بمثابة ضربة قوية لدبي في وقت تستعد فيه لاستضافة معرض إكسبو 2020 العالمي المؤجل.

ولم يرد المكتب الإعلامي لحكومة الإمارة على أسئلة بشأن إستراتيجيتها في التعامل مع الموجة الجديدة للفيروس.

وقال "جيمس سوانستون" الاقتصادي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى "كابيتال إيكونوميكس"، إن التعافي الاقتصادي للإمارة سيتأجل إذا واصل عدد الإصابات الارتفاع وفُرضت إجراءات أكثر صرامة.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

دبي السياحة العزل العام كورونا جائحة

انتشار سلالات كورونا المتحورة يثير انتقادات دولية لدبي

تحسن طفيف للنشاط الاقتصادي غير النفطي في دبي

دبي تمدد عمل قيود كورونا الاحترازية لمنتصف أبريل

بلومبرج: دبي قبلة أثرياء العالم هربا من تداعيات كورونا