قال رئيس البرلمان التونسي "راشد الغنوشي"، زعيم حركة النهضة، إن "ثورة الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس السابق "زين العابدين بن علي" كان لها شعاران هما "الحرية" و"الكرامة"، مشيرا إلى أنه تم تكريس الأولى أما الثانية فتحتاج لتصحيح أخطاء 60 عاماً من الديكتاتورية.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها "الغنوشي" مع موقع "ميدل إيست أي" البريطاني تزامناً مع إحياء تونس للذكرى العاشرة للثورة.

وأشار "الغنوشي" إلي أنه تم العمل خلال السنوات القليلة الأولى بعد الثورة على تكريس الحريات التي ناضل الناس من أجلها في أكثر دستور تقدمي في العالم العربي.

وأضاف أنه تم اتخاذ خطوات أولية بالفعل لتحقيق الكرامة ولكنها ليست كافية، موضحا أن شباب تونس ليسوا راضين بهذا "ونحن نتفهم إحباطهم".

وعقب: "الناس محقون في الاحتجاج لأنَّ توقعاتهم كانت عالية والتقدم الاقتصادي كان أبطأ من تصوراتهم، ثم تفاقم بسبب جائحة كوفيد 19".

وبالرغم من ذلك أكد "الغنوشي" أنه  لا ينبغي إنكار التغيير الذي أحدثته الثورة في تونس.

وقال "في آخر ميزانية وُضِعَت في عهد بن علي، قبل الربيع العربي، خُصِّص 82% من الأموال إلى المدن الساحلية. لكن كانت إعادة تركيز الاستثمار لتوليد الفرص في كل مكان في تونس أولوية قصوى في العصر الديمقراطي".

ورأى "الغنوشي" أن الأمر سيستغرق أكثر من عقد لهدم الأضرار التي سببتها سنوات من الديكتاتورية، والاعتماد على الثقة والتسوية لتكون مبادئ تُرشِد تونس في طريقها إلى المستقبل.

وشدد "الغنوشي" بأنَّ هناك حاجة للتفكير في الأزمة الحالية لتونس ضمن السياقات الأوسع للجغرافيا السياسية والإرهاب والركود العالمي والنمو المنخفض المزمن ووباء فيروس كورونا.

 وقال: "حين وضعت دولتنا قدمها على هذا الطريق، لم نكن نتخيل هذا الكم من الصعوبات".

وتعيش تونس منذ فترة على وقع احتقان سياسي واجتماعي واحتجاجات في محافظات عديدة، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

ورغم أزمات داخلية عديدة، يُنظر إلى تونس على أنها التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة بين دول عربية شهدت ما باتت تُسمى بـ"ثورات الربيع العربي"، ومنها مصر وليبيا واليمن.