أفادت مصادر مطلعة باليمن، السبت، بأن حزب الإصلاح اليمني، المحسوب على تيار "الإخوان المسلمون"، ينصب حصارا لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، ذي النزعة الانفصالية، والمدعوم من الإمارات، بهدف تطويق مدينة عدن الاستراتيجية.

وأوضحت المصادر أن "الإصلاح" يستعد لمواجهة عسكرية فاصلة مع "الانتقالي"؛ وذلك عبر توغل عناصر "الحشد الشعبي"، الذي يقوده القيادي في حزب الإصلاح "حمود سعيد المخلافي" في نطاق محافظة لحج، بعدما تمكّنوا من تشكيل لواء عسكري جديد قوامه 3000 مجنّد معظمهم من أبناء طور الباحة والصبيحة، في منطقة الوازعية القريبة من باب المندب، وفقا لما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

وتزامن ذلك مع استكمال قوات "اللواء الرابع - مشاة جبلي"، الموالي لـ"الإصلاح"، ترتيباته في أطراف مديرية طور الباحة للإعلان عن "محور طور الباحة العسكري"، الذي يُفترض أن تمتدّ سيطرته إلى مدينة الحوطة (مركز محافظة لحج).

وفي هذا الإطار، عمل "الإصلاح" على استقطاب المئات من أبناء الصبيحة وطور الباحة، حتى يتمكّن من إيجاد حاضنة اجتماعية تتيح له التوغّل في نطاق محافظة لحج، وبسط سيطرته على طرق الإمدادات التجارية الاستراتيجية بين محافظتَي تعز وعدن، والتحكّم في الخطّ الساحلي بين مدينة عدن والساحل الغربي.

وأثارت تحركات "الإصلاح" العسكرية مخاوف الميليشيات الموالية للإمارات، والتي وجدت نفسها أمام واقع جديد فرضه خصمها، بحسب المصادر.

وفي أوّل تحرّك عسكري مضاد، دفع "الانتقالي"، الخميس الماضي، بقوات عسكرية كبيرة مدعومة بالمدرّعات والدبابات الى مناطق قريبة من تمركز "الإصلاح" في طور الباحة.

وقالت مصادر محلية إن ميليشيات "الحزام الأمني" نَفّذت عملية انتشار عسكري في طرقات المنطقة، ونصبت عدّة نقاط أمنية عند معظم مداخل المديرية ومخارجها، لتأمين دخول تعزيزات كبيرة من "اللواء التاسع - صاعقة" التابع لـ"الانتقالي"، ومواجهة تمدّد "الإصلاح" في محافظة لحج.

ووفقاً للمصادر، فإن قوات من "اللواء الثالث - حزم"، الموالية لـ"الانتقالي"، قَدِمت هي الأخرى إلى المديرية، الخميس، من أجل الغرض نفسه.

ويأتي التوتر الأخير بعدما أعلنت الإمارات سحب ما تَبقّى من قواتها في الساحل الغربي مطلع الشهر الجاري، ورفض "الانتقالي" إدخال قوات الحماية الرئاسية التابعة للرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" إلى عدن، واشتراطه سحب قوات "الإصلاح" من محافظة شبوة وإعادة ما يسمّى "النخبة الشبوانية"، الموالية للإمارات إلى المحافظة.