قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن القصف الروسي على مواقع تابعة لفصائل المعارضة السورية أعطى «تنظيم الدولة» فرصة لتحقيق مزيد من التقدم وكسب الأرض.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري لها، أن التنظيم حقق، الجمعة، سيطرة على ست قرى شمال غرب سوريا قرب مدينة حلب، في الوقت الذي كانت فيه الطائرات الروسية تقصف المنطقة وتهدد بقطع الطريق الواصل إلى الحدود التركية، والذي يعتبر شريان الحياة لتلك المناطق.
وتضيف الصحيفة أن موسكو أعلنت مراراً وتكراراً أن قواتها دخلت إلى سوريا لمحاربة «تنظيم الدولة»، إلا أن النيران الروسية ركزت حتى الآن على مواقع تابعة للمعارضة السورية وفصائلها المختلفة، بما فيها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والجيش السوري الحر.
ويؤكد مراقبون للوضع الميداني أن «تنظيم الدولة» هو المستفيد الوحيد حتى الآن من الضربات الجوية الروسية.
وتنقل «رويترز» عن أحد قادة المعارضة السورية قوله إن التنظيم استغل الضربات الجوية الروسية وانشغال الجيش السوري الحر في معارك مدينة حماة، وتقدم بحلب.
ويهدد تقدم «تنظيم الدولة» منطقة استراتيجية شمال حلب وهي منطقة العبور إلى تركيا، التي كان من المقرر أن تكون جزءاً من المنطقة الآمنة التي اقترحتها تركيا على الولايات المتحدة الصيف الماضي، إلا أن الخطة تعثرت.
وتشير الصحيفة إلى أن خطوط المعركة في حلب معقدة، والجميع يسعى للسيطرة عليها، سواء القوات النظامية أو الجماعات السورية المسلحة، في حين بات مقاتلو «تنظيم الدولة» على مشارف المدينة.
ويؤكد نشطاء أنه على الرغم من الضربات التي تستهدف «تنظيم الدولة» من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والضربات الروسية، فإن التنظيم حقق مزيداً من المكاسب على الأرض.
في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، أن «حسين همداني»، الشخصية البارزة في الحرس الثوري الإيراني ربما يكون قتل قرب مطار كويرس شرق حلب، من خلال قصف استهدف المطار شنه «تنظيم الدولة».
وكان همداني قائداً كبيراً خلال الحرب العراقية الإيرانية، وقاد حملة قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية بعد انتخابات عام 2009.
ويوجد المئات من المستشارين الإيرانيين في سوريا في إطار دعم طهران لنظام الرئيس السوري «بشار الأسد»، وتعتبر إيران الشريان الأبرز للمساعدات العسكرية والاقتصادية التي سمحت ببقاء «الأسد» خلال السنوات الأربع الماضية، حيث نقلت الآلاف من المقاتلين الشيعة إلى سوريا للدفاع عن الأسد ونظامه.