وصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، "سعد الحريري"، الأربعاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة، والتقى وزير الخارجية "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، وسط توقعات مراقبين بشأن دور قطري محتمل في إنهاء أزمة الحكومة اللبنانية عبر الوساطة لدى إيران، حليف "حزب الله".

وبحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية، جرى خلال اللقاء "استعراض علاقات التعاون الثنائي لاسيما في الشؤون الاقتصادية، بالإضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".

وتأتي زيارة "الحريري" للدوحة بعدما أجرى وزير الخارجية القطري زيارة إلى بيروت، الأسبوع الماضي، حظيت باهتمام واسع في ظل التحليلات الإعلامية التي ربطتها بدور محتمل لقطر في تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية.

وحمل وزير الخارجية رسالة من أمير دولة قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، إلى الرئيس "ميشال عون"، تتضمن الدعم لتشكيل الحكومة ورأب الصدع بين كافة الأطراف السياسية، تمهيدا لفتح الباب أمام المساعدات الاقتصادية لحل الأزمة الراهنة، والمساهمة في إعادة إعمار لبنان.

ودعا وزير الخارجية القطري خلال زيارته لبيروت إلى تغليب المصلحة الوطنية من أجل تشكيل الحكومة، متمنيا من الدول الإقليمية أن تقدم الدعم في هذا الاتجاه من أجل تحقيق الاستقرار في لبنان.

وعقب عودته من لبنان، توجه وزير الخارجية القطري إلى إيران حيث التقى نظيره "محمد جواد ظريف" وناقشا معاً العلاقات المشتركة.

وقالت مصادر دبلوماسية لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، إن وزير الخارجية القطري تناول الوضع في لبنان خلال محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين، وذلك لما لطهران من دور في الأزمة القائمة وتأثيرها فيما يجري من تحضيرات ومبادرات لتشكيل الحكومة الجديدة، لاسيما مع الرفض الإيراني للمبادرات الخارجية إزاء لبنان، خاصة الحراك الفرنسي الذي انتقده مسؤولون إيرانيون في أكثر من مناسبة خلال الأيام القليلة الماضية.

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة "حسان دياب" بعد 6 أيام من انفجار بيروت الكارثي في أغسطس/آب الماضي.

ويعاني لبنان منذ شهور أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.

وتفاقمت الأزمة مؤخرا مع تبادل الاتهامات بين "الحريري" والرئيس اللبناني "ميشال عون" حول المتسبب في الأزمة.