سي إن بي سي بالعربية
تتطلع أسواق الطاقة العالمية في الآونة الأخيرة إلى النفط السعودي، لإيجاد توازن في الامدادات البترولية في حالة تكشُّف شُح في تدفقات النفط الروسي إثر تصاعد الضغوط السياسية الغربية والأمريكية على روسيا لتدخلها في أوكرانيا، و ضمها لشبه جزيرة القرم.
وتمتلك السعودية طاقة فائضة تتجاوز 3 ملايين برميل يوميا يمكن توظيفها لكبح تنامي أسعار النفط إلى مستويات تضر بنمو الاقتصاد العالمي وتخلق أزمة اقتصادية تطال كافة الدول.
ورغم أنه من الصعب في الوقت الراهن على الغرب وأمريكا تعويض الإنتاج الروسي الذي يصل حاليا إلى 10 ملايين برميل يوميا إلا أن الغرب وأمريكا قد يتجهان في حالة إصرارهما على أخذ المخاطرة إلى فتح منافذ جديدة للتدفقات النفطية ومنها التوجه إلى الدول العربية، خاصًة وأن الاحتياطيات النفطية المقدرة للمنطقة العربية تفوق بكثير الاحتياطيات الروسية.
ففي حين تبلغ الاحتياطيات العربية 714 مليار برميل، نجد أن الاحتياطيات الروسية تصل إلى 80 مليار برميل، كما أن احتياطيات السعودية تبلغ 265 مليار برميل، أي أكثر ثلاث مرات من احتياطيات روسيا.
وقد يزيد هذا الرقم في حالة إضافة الاحتياطيات الايرانية من النفط التي تصل الى 154 مليار برميل الى قائمة الدول المرشحة للعب الدور الروسي لتمويل أسواق الطاقة.
وبحسب «سي إن بي سي»، فإن روسيا تمتلك أوراقًا كثيرة لترجيح كفة معادلتها في هذا الصراع الذي يعيدنا إلى مشاهد الحرب الباردة التي دارت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في منتصف الاربعينيات حتى أوائل التسعينيات، ومن أهم هذه الأوراق صادرات الغاز الروسي الى دول الاتحاد الاوروبي والتي تشكل 76% من صادرات روسيا من الغاز الامر الذي يشكل ضغطا على دول الاتحاد في تأمين هذه الامدادات.
ويتوقع المحللون تزايد أسعار النفط في حالة تفاقم الازمة إلى ما فوق 150 دولار للبرميل، ما قد يضر بنمو الاقتصاد العالمي.
ويتزامن هذا مع قلق متزايد حول ادادات النفط العراقي، على خلفية سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على آبرا تفط وتوقف أكبر مصفاة نفط عراقية.
وكانت العاهل السعودي قد أكد لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، التزام بلاده بتغطية نقص محتمل في امدادات نفط العراق (ثاني أكبر احتياطي في أوبك) للسوق العالمية.