أسوشيتيد برس: قوات إريترية نفذت مجزرة مروعة في تيجراي

الجمعة 19 فبراير 2021 10:32 ص

كشفت وكالة "أسوشيتيد برس"، الخميس، عن تعرض مدينة أكسوم التاريخية في إقليم تيجراي، شمالي إثيوبيا لمجزرة "مروعة" على يد قوات إريترية في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ أسفرت عن تراكم الجثث في الشوارع لعدة أيام.

وقالت الوكالة، في تقرير لها، إن سكان أكسوم "لم يستطيعوا دفن قتلاهم بعد أن منعتهم القوات الإريترية من ذلك، وتناثرت الجثث في الشوارع لعدة أيام حتى تغذت عليها الضباع".

ونقلت عن شهود عيان قولهم إن واحدة من أكثر المذابح دموية، حدثت بعدما بدأت خدمات الهاتف في الرجوع تدريجيا في إقليم تيجراي، بعد 3 أشهر من الصراع.

وفي أواخر نوفمبر/تشرين الثاني السابق، انتشرت شائعات بأن شيئا مروعا قد حدث في كنيسة مريم سيدة صهيون، وتقديرات لقتلى بالمئات، ولكن لم يتم التحقق من الأمر بسبب انقطاع الإقليم عن العالم ومنع الصحفيين من الدخول، حيث كانت القوات الإثيوبية وحلفاؤها تلاحق القادة الهاربين في إقليم تيجراي.

من جهته، قال شماس من كنيسة صهيون للوكالة، طالبا عدم الكشف عن هويته لأنه لا يزال في مدينة أكسوم، إنه ساعد في عد الجثث، أو ما تبقى منها بعدما أكلتها الضباع، وقام بجمع بطاقات هوية الضحايا وساعد في دفنهم في مقابر جماعية.

ويعتقد الشماس أن عددا من قتلوا في ذلك الأسبوع في الكنيسة وحول المدينة تجاوز 800 شخص، وأن القتلى في مدينة أكسوم كلها تجاوزوا الآلاف، ومع استمرار القتل، قال إنه قام بدفن 3 أشخاص في اليوم الذي أدلى فيه بتصريحاته للوكالة.

وأضاف: "إذا ذهبنا إلى المناطق الريفية، فالوضع أسوأ بكثير".

وكان جنود إريتريون وإثيوبيين وصلوا إلى مدينة أكسوم لمطاردة عناصر قوات تيجراي، الذين تجمعوا لمواجهتهم في أكسوم والمدن المجاورة.

وذكر الشماس أن الجنود اقتحموا كنيسة صهيون، وقاموا بسحب المصلين وأطلقوا النار على من فروا.

وقال: "لقد تمكنت من الهرب بأعجوبة مع أحد الكهنة، وعندما دخلنا الشارع، كنا نسمع إطلاق نار في كل مكان، ولكننا تابعنا الركض وسط جثث القتلى والجرحى، في محاولة للعثور على مكان آمن للاختباء".

وأضاف أن معظم الضحايا، الذين قدروا بالمئات، قد قتلوا في ذلك اليوم، لكن إطلاق النار استمر حتى اليوم التالي.

وحسب الوكالة الأمريكية، كان بعض القتلى من بين مئات الآلاف من الأشخاص في تيجراي، نزحوا بسبب النزاع ولم يتمكن سكان أكسوم من التعرف عليهم، ولذلك تم جمع هوياتهم في الكنائس، في انتظار أن تعثر عليهم عائلاتهم.

وقال الشماس إن سكان مدينة أكسوم يعتقدون أن الجنود الإريتريين كانوا ينتقمون من الحرب التي استمرت عقدين بين إثيوبيا وإريتريا، والتي انتهت بعد أن أصبح "آبي" رئيسا للوزراء، حيث قال بعض الجنود للسكان إنهم تلقوا تعليمات بقتل أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما.

وأوضح أن الجنود الإريتريين خلال مطاردتهم لمقاتلي تيجراي، قاموا بقتل آلاف الأشخاص في قرى خارج مدينة أكسوم، وقال: "عندما يخسرون القتال، يصبون غضبهم على المزارعين ويقتلون كل من يرونه، هذا ما رأيناه في الأشهر الثلاثة الماضية".

وقال شاهد عيان آخر، وهو محاضر جامعي يدعى "جيتو ماك"، لوكالة "أسوشيتد برس": "لقد بدأوا في قتل الناس لمجرد أنهم كانوا في الشارع".

ووصف ما رآه بأنه "كان حدثا مروعا"، حيث تمكن من رؤية جزء من القتال من غرفته بالفندق، ثم خرج عندما خفت حدته.

وتابع: "كان هناك جثة في كل زاوية تقريبا، وكان الناس يبكون في كل بيت".

وأضاف: "رأيت عربة تجرها الخيول تحمل حوالي 20 جثة إلى الكنيسة، لكن الجنود الإريتريين أوقفوهم وطلبوا من الناس رمي الجثث في الشارع".

وفي الوقت الذي انشغل به العالم بالانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، "آبي أحمد"، الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 لجهوده في تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا، عن بدء القتال بين الجيش و"الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي".

واتهم "آبي أحمد" قوات تيجراي الإقليمية، التي سيطرت على إثيوبيا لما يقرب من 3 عقود قبل توليه منصبه، بمهاجمة الجيش الإثيوبي، قبل أن يعلن "أحمد" انتصاره وانتهاء عملية "إنفاذ للقانون" بالسيطرة على الإقليم بالكامل في 28 من الشهر ذاته.

ولكن مع ظهور شهادات شبيهة بأقوال الشماس، انهارت رواية إثيوبيا، وأقرت وزارة الخارجية، الخميس، في بيان لها، بأن "الاغتصاب والنهب والقتل الجماعي المتعمد" يمكن أن يحدث في أوقات صراع، وقالت إن ذلك بسبب أن "هناك الكثير من المسلحين بشكل غير قانوني".

وألقى البيان باللوم على قوات تيجراي لترك المنطقة "معرضة للخطر"، وأكد على أنه سيتم التحقيق في أي جريمة خطيرة، ولكن البيان لم يذكر أي شيء عن الجنود الإريتريين.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

مجزرة تيجراي آبي أحمد جنود إريتريون جثث كنيسة صهيون قوات إريترية

مسؤول عسكري إثيوبي يعترف بدخول قوات إريترية إلى تيجراي

نيويورك تايمز: أمريكا وثقت تطهيرا عرقيا ممنهجا في إقليم تيجراي الإثيوبي

بعد ضغوطات أمريكية.. آبي أحمد: إريتريا وافقت على سحب قواتها من تيجراي

أسمرة ترفض العقوبات الأمريكية المفروضة على رئيس أركان الجيش الإريتري