الولايات المتحدة تدفع تعويضات لضحايا غاراتها على مستشفى قندوز الأفغانية

الاثنين 12 أكتوبر 2015 01:10 ص

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، أول أمس السبت، أن واشنطن ستدفع تعويضات لضحايا الغارة الأمريكية على مستشفى منظمة «أطباء بلا حدود» في قندوز شمالي أفغانستان، التي قتل فيها 22 شخصا على الأقل.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة «بيتر كوك» في بيان أن الجيش الأمريكي سيعمل مع من تضرروا بهذه الغارة الجوية لتحديد المبالغ المناسبة التي ستدفع، مضيفا أن الجيش يمكن أيضا أن يدفع تعويضات لإعادة إعمار المستشفى.

وأكد «كوك» على أن «البنتاغون» يرى أهمية معالجة آثار هذا الحادث المأساوي، والتي تمثل تعويضات المدنيين المصابين وأسر الضحايا إحدى إجراءات تلك المعالجة.

وكان «البنتاغون» أعلن أن الجيش الأميركي يتحمل المسؤولية عن الغارة، مبينا أن ما وقع خطأ وسيحاسب المسؤولون عنه.

كما وعد وزير الدفاع الأميركي «آشتون كارتر» بإجراء تحقيق في الحادث، مؤكدا أن تحقيقا كاملا يجري بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية في الحادث المأساوي.

من جهتها، قالت «منظمة أطباء بلا حدود»،  الخميس الماضي، إنها ستعيد النظر في عملياتها في أفغانستان، بعد الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت مستشفى يتبع لها في قندوز، مبينة أن القصف استمر أكثر من نصف ساعة، رغم إبلاغها الجيشين الأميركي والأفغاني بأن الطائرة تغير على مستشفى، مطالبة بكشف كل الملابسات بسرعة.

وتشهد مدينة قندوز شمال أفغانستان قتالا بين القوات الحكومية الأفغانية وحركة «طالبان» منذ سيطرة مقاتلي الحركة عليها في 28 سبتمبر/أيلول الماضي.

ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تقريرا بينت فيه أن عددا من مقاتلي «طالبان» كانوا يتلقون العلاج داخل مستشفى المدينة الذي تديره منظمة «أطباء بلا حدود»، والذي تعرض للقصف من قبل الطيران الأمريكي في 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما أسفر عن مقتل أطباء ومرضى وفقدان آخرون.

وعلى رغم سيطرة مقاتلي الحركة على الحي الذي يقع ضمنه مجمع المستشفى في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، وتضييق الخناق على حركة السكان وفرض تفسيرهم للإسلام، إلا أن السكان ومسؤولي المستشفى ذكروا أن الحي المركزي كان هادئا نسبيا.

وتحول المستشفى في السنوات الأخيرة إلى المرفق الطبي الأكثر تقدما في المدينة، وكان الأطباء والممرضات فيه أكثر انشغالا من أي وقت مضى بين 28 سبتمبر/أيلول و3 أكتوبر/تشرين الأول، إذ عالجوا حوالي 394 شخصا، أصيب كثير منهم بطلقات نارية أثناء المعارك الدائرة.

ووفقا لحارس أمن المستشفى، فقد دخل هذا الأسبوع عدد من مقاتلي «طالبان» لتلقي العلاج، إلى جانب المرضى الآخرين.

وقال الحارس إنه قبل أن يسمح لهؤلاء المقاتلين بدخول المستشفى، طلب إليهم تسليم أسلحتهم إلى حراس المجمع، وأن المنظمة والمستشفى عاملوا جرحى «طالبان» مثل أي مرضى  آخرين.

أضاف أن «طالبان» أظهرت احتراما لحيادية المستشفى والخدمات الخيرية والإنسانية التي يقدمها، خصوصا أنه المستشفى الوحيد الذي كان يعمل في قندوز في تلك الفترة.

وأكد الحارس أنه حتى طالبان لم تؤذ جرحى قوات الأمن الأفغانية الذين نقلوا إلى المستشفى.

في المقابل، قال «بارت يانسن» مدير العمليات في «أطباء بلا حدود» إن المنظمة لم تدقق في هوية المرضى ولا يعنيها ذلك.

وأشار إلى «التزامها، بموجب اتفاقات جنيف، أن يعامل الجنود أو المسلحون في أي دولة مثلما يعامل غير المقاتلين الآخرين».

وأضاف: «أننا لا نريد أن نعرف من هو في الداخل، لأن ذلك هو الحماية الأساسية للمريض».

ولكن مسؤولين في المنظمة قالوا إن بعض مقاتلي «طالبان» عولجوا بالفعل داخل المستشفى. ووفق الحرس، فإن عناصر من الحركة كانت موجودة داخل المستشفى وليس الجرحى فقط.

وقال حارس المستشفى في 28 سبتمبر/أيلول، إن الملا «عبدالسلام»، أكبر قائد لـ«طالبان» في إقليم قندوز، زار المقاتلين الجرحى وهم يتلقون العلاج هناك.

وتوقع بعض المسؤولين الأفغان أن تكون «طالبان» تستخدم المستشفى قاعدة لها.

ونفى مسؤولون في منظمة «أطباء بلا حدود» بشدة تلك الاتهامات، قال قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان الجنرال «جون كامبل»، أمام لجنة الاستماع في واشنطن الخميس الماضي، إن قواته كانت «تقدم الخطط والتدريب والمشورة للقوات المحلية في كل أنحاء قندوز، مع مجموعة دعم المقر في المطار».

وأضاف أن القصف كان من طريق الخطأ، فيما يحاول المحققون الأمريكيون تحديد ما إذا كان الطاقم الجوي يعلم أن الهدف كان المستشفى أم لا.

و قالت الحكومة الأفغانية أنها متأكدة وفي شكل قاطع من أن مقاتلي «طالبان» كانوا  يطلقون النار من موقع قريب أو من داخل المجمع.

وقال مسؤولون محليون إن «طالبان» أقامت مركزا للقيادة في المجمع، وهو الأمر الذي نفته «أطباء بلا حدود» بشدة.

وكان الناطق باسم وزراة الدفاع الأميركية» بنتاغون»، «بيتر كوك قال إن «وزارة الدفاع تعتقد بأن من المهم معالجة الآثار المترتبة على هذا الحادث المفجع في مستشفى أطباء بلا حدود في قندوز».

وأضاف أن الولايات المتحدة ستدفع أيضا أموالا لإصلاح هذا المستشفى الخيري.

وأكد أن «القوات الأميركية في أفغانستان لديها سلطة تقديم تعويضات مالية للمتضررين وإصلاح المستشفى».

وأوضح أن «القوات ستعمل مع هؤلاء الذين تأثروا بالحادث لتحديد المبالغ الملائمة، وإذا كان ضروريا وملائما فإن الإدارة ستسعى إلى الحصول على سلطة إضافية من الكونغرس».

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة أفغانستان طالبان أطباء بلا حدود البنتاغون

«طالبان» تعد بتطبيق الشريعة في قندوز وترحب بالمنشقين عن الجيش الأفغاني

طالبان ترفع علمها وسط قندوز الأفغانية وتحرر المئات من مقاتليها

مسلحو «طالبان» يقتحمون سجنا ويطلقون سراح مئات السجناء وسط أفغانستان

بريطانيا تدفع تعويضات لـ64 طفلا تسببت بمقتلهم في أفغانستان