إفراجات تستثني الإسلاميين.. تفاصيل المداولات على طاولة السيسي لكسب ود إدارة بايدن

الأربعاء 24 فبراير 2021 01:37 م

كشف مسؤولون مصريون حاليون وسابقون أن مسؤولين بوزارة الخارجية المصرية أعدوا مجموعة من المذكرات، حددت عددًا من المقترحات بهدف الحفاظ على علاقة القاهرة بواشنطن في ظل إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، ولإعادة تأكيد مكانة مصر كحليف رئيسي للولايات المتحدة في ظل تضاؤل تأثير القاهرة التاريخي وأهميتها في المنطقة بشكل مطرد على مدى العقد الماضي.

ونقل موقع "مدى مصر" عن المسؤولين، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن مذكرات "الخارجية" تعود إلى فترة ما بعد هزيمة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" في الانتخابات مباشرة، حيث اقترح مسؤولون في الوزارة عدة تغييرات في السياسة الداخلية تهدف إلى تخفيف الانتقادات الموجهة للحملة التي تشنها القاهرة ضد المعارضة السياسية والحريات المدنية.

ومن هذه التغييرات المقترحة، تخفيف السلطات المصرية من اعتقال المعارضين وإطلاق سراح بعض الشخصيات المعارضة بشكل منهجي من أجل كسب ود إدارة "بايدن".

كما اقترحت مذكرات "الخارجية" عددًا من الإجراءات السياسية المتعلقة بإسرائيل وفلسطين وليبيا، بهدف إعادة ترسيخ قيمة مصر كشريك إقليمي للولايات المتحدة.

وقال أحد مقترحي الإجراءات إن "الإدارة الأمريكية الجديدة تحتاج للتأكد من أن مصر شريك جاد ومناسب، وعلى الجبهة الداخلية، نقول بصراحة إنه يجب أن تكون هناك طريقة لمعالجة وضع حقوق الإنسان بطريقة جوهرية".

ومع ذلك؛ فإن أي إطلاق سراح محتمل لمعتقلين سياسيين لن يشمل أعضاء بارزين في جماعة "الإخوان المسلمون" أو حلفائهم الإسلاميين، الذين تعرضوا منذ فترة طويلة لإجراءات قمعية شديدة منذ الإطاحة بالرئيس الراحل "محمد مرسي في 2013، إذ تعتبرهم السلطات المصرية تهديدا خطيرا، بحسب المسؤول.

وأضاف: "إطلاق سراح عدد قليل من الأشخاص كل فترة لن يكون كافيًا لإقناع إدارة بايدن بأننا نحاول فعلًا، نحن بحاجة إلى استراتيجية (..) لكن من الواضح أن هذه الاستراتيجية ستستبعد الإسلاميين".

وتابع المسؤول: "السؤال ليس ما إذا كان بإمكاننا التواصل مع إدارة بايدن أم لا، لأن لدينا الأدوات، السؤال هو ما إذا كانت السلطة التنفيذية تريد القيام بذلك، وهل هي مستعدة لتغيير مسارها في بعض القضايا، مثل قضية حقوق الإنسان، هذا شيء لا تقرره وزارة الخارجية".

وأشار إلى أن "وزارة الخارجية أرسلت أفكارها، لكن هناك آراءا أخرى طرحتها عدة جهات أخرى، من بينها المخابرات العامة وغيرها، في النهاية، قد لا تتوافق هذه الأفكار أو المقترحات بالضرورة".

وبدا صدى "الآراء الأخرى" التي أشار إليها مسؤول "الخارجية"، في اجتماع عبر الفيديو مع مجموعة من المصريين الأمريكيين عشية تنصيب "بايدن"، حيث حثّ السفير المصري "معتز زهران" المجموعة على "بذل أقصى جهد" لإقناع ممثليهم في الكونجرس بأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر تحسنت في عهد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

ودعا "زهران" مستمعيه إلى التركيز على تطور أوضاع الأقلية المسيحية وحقوق المرأة في مصر، والتأكيد على أن القضايا الاجتماعية والاقتصادية تمثل أولوية أكبر لغالبية المصريين، وليس الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفقًا لما ذكره أحد المصريين الأمريكيين الذين شاركوا في الاجتماع.

كما دعا السفير المصري المجموعة إلى إخبار ممثليها بأن "التسامح مع الإسلاميين يمكن أن يطلق العنان لموجة جديدة من الإرهاب في مصر، وقد يؤثر سلبًا على التصور العام لإدارة بايدن".

وعلى جبهة الشؤون الخارجية؛ دعت مذكرات "الخارجية" إلى القيام بالكثير من إعادة التنظيم لتسريع مشاركة مصر في إدارة الوضع الفلسطيني في مواجهة إسرائيل، وهو ما عبر عنه المسؤول المصري بقوله: "لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي بينما تعرض الإمارات نفسها كوسيط عربي رائد مع إسرائيل".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى تقديم مقترحات حول كيفية إدارة نظام إقليمي يستوعب إسرائيل بطريقة ما، ولكن في نفس الوقت يجعل إسرائيل مسؤولة عن معالجة بعض القضايا الفلسطينية الرئيسية".

وتمثل ليبيا منطقة أخرى يعتقد مسؤولو وزارة الخارجية أن مصر يمكن أن تعمل فيها لتتماشى بشكل أفضل مع إدارة "بايدن"، خاصة بعدما دعمت مصر، إلى جانب الإمارات والأردن وروسيا، الحملة العسكرية المشؤومة لقوات "خليفة حفتر" للاستيلاء على العاصمة طرابلس، والتي بدأت في عام 2019 ودفعت حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها إلى السعي للحصول على دعم عسكري وتدخل من تركيا.

وفي هذا الإطار، قال المسؤول المصري: "يمكننا العمل مع الولايات المتحدة لإدارة الوضع في ليبيا […] هذا يجعلنا حليفًا قويًا محتملًا للولايات المتحدة في ليبيا، إلى جانب فرنسا، يعارض بالفعل الوجود التركي في ليبيا".

وفي السياق؛ أكد 3 دبلوماسيين مصريين أن القاهرة بحاجة إلى أن تُظهر لإدارة "بايدن" أن الوضع السياسي في مصر يتحسن، من خلال السماح للأحزاب السياسية وشخصيات المعارضة بالتعبير عن رأيها في وسائل الإعلام.

لكن الدبلوماسيين الثلاثة أشاروا إلى أن مقترحات وزارة الخارجية "ليس لها وزن كبير"، إذ غالبًا ما يكون لأجهزة الأمن والاستخبارات القوية في مصر "القول الفصل" في قضايا السياسة الداخلية والخارجية الحاسمة.

فيما نوه مسؤول سابق بالخارجية إلى أن "الجماعات المصرية الأمريكية المعارضة للنظام (المصري) تحاول الضغط على أعضاء الكونجرس الذين لديهم آراء سلبية بشأن مصر"، مضيفا: "أثناء محاولة كسب بايدن إلى صفنا، يجب أن نعمل على مسار موازٍ لكسب بعض أعضاء مجلس الشيوخ المؤثرين مثل الجمهوري، ليندسي جراهام، والديمقراطي، باتريك ليهي".

وكان كل من "جراهام"، الرئيس المنتهية ولايته للجنة القضائية في مجلس الشيوخ، و"ليهي" رئيس لجنة المخصصات في المجلس، قد انتقدا نظام "السيسي" علنًا بشأن عدد من القضايا، من بينها انتهاكات حقوق الإنسان وقانون المنظمات غير الحكومية المثير للجدل.

ورئيس لجنة المخصصات هو الراعي الرئيسي للتشريعات المعروفة باسم "قوانين ليهي"، والتي تحجب المساعدات العسكرية الأمريكية الأجنبية ما لم يشهد وزير الخارجية أن البلد المتلقي لها يتخذ خطوات مختلفة لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وفي 25 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن عضوا الكونجرس الديمقراطيين "دون باير" من ولاية فرجينيا، و"توم مالينوسكي"، من ولاية نيوجيرسي، تشكيل "التجمع المصري لحقوق الإنسان"، تزامنًا مع الذكرى العاشرة للثورة المصرية 2011.

وقال "باير" إن التجمع سيسعى لاستخدم علاقة واشنطن بالقاهرة، بما في ذلك حزمة المساعدات العسكرية الضخمة، من أجل الضغط على مصر لتحسين سجلها الحقوقي.

وأضاف: "كانت مصر شريكًا استراتيجيًا وعسكريًا قويًا، وهي ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية في العالم. من المهم أن تستمر العلاقة في التقدم، وأعتقد أنه يمكننا فعل ذلك من خلال الضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن السجناء السياسيين وتعزيز حرية الصحافة".

وتابع "باير": "الوسيلة الوحيدة الواضحة لفعل ذلك هي الدعم المالي العسكري الذي نعطيه لمصر، لن ينطبق هذا على كل الدعم. بالطبع سيكون هناك قدر هائل من الموارد التي ستتدفق إلى مصر، ولكن منع بعضها قد يساعد القاهرة على المضي قدمًا في مجال حقوق الإنسان".

وأشار إلى أن "هناك رغبة لدى الإدارة الأمريكية والكونجرس في العمل على مجال حقوق الإنسان"، مضيفا: "لن نقطع العلاقة مع مصر، هناك الكثير على المحك، بما في ذلك السلام المستمر منذ عقود مع إسرائيل. لكننا ننفق الكثير من المال، ونحن شريك استراتيجي مهم لدرجة أننا نمتلك نفوذًا لدفعهم نحو تحسن أوضاع حقوق الإنسان، وحرية الصحافة، والسجناء السياسيين، وكل تلك الأشياء التي نقدرها. لذلك دعونا نستخدم هذا النفوذ".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا الولايات المتحدة جو بايدن عبدالفتاح السيسي معارضين الإخوان المسلمون إسلاميين سجناء

مرحبة بإطلاق سراح محمود حسين.. أمريكا: نتطلع لمواصلة العمل مع مصر لحماية حرية الإعلام

بهدف اختبار بايدن.. أكاديمي مصري: السيسي يتبع سياسة الترويع أو التجويع

أعضاء بالكونجرس يطالبون بتقليص التمويل العسكري لمصر بسبب تدهور حقوق الإنسان

دكتاتور ترامب المفضل يحظى باستقبال فاتر من بايدن

إفراجات محدودة في مصر.. مسكنات السيسي لآلام المعتقلين