حذر من حالة انقلاب.. البطريرك الماروني يدعو لمؤتمر دولي ينقذ لبنان

السبت 27 فبراير 2021 08:21 م

دعا البطريرك الماروني الكاردينال "بشارة بطرس الراعي"، إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، محذرا من أن "البلاد تواجه حالة انقلابية بكل ما للكلمة من معنى".

وقال "الراعي"، السبت: "تأكدنا من أن كل ما طرح تم رفضه لبقاء الفوضى وسقوط الدولة، والاستيلاء على مقاليد السلطة".

وتابع: "كان الانقلاب الأول على وثيقة الوفاق الوطني".

وزاد: "عاش لبنان الواحد والموحد، لبنان الحيادي الناشط والإيجابي، لبنان السيد والمستقل، لبنان الحر والقوي، لبنان الشركة والمحبة، عاش لبنان".

وحذر من خروج الدولة عن مسار الحياد، قائلا إن هذا "هو السبب الرئيسي لمشاكل لبنان والحروب"، لافتا إلى أن "جوهر الكيان اللبناني المستقل، هو الحياد، واختياره هو للحفاظ على دولة لبنان نفسها".

وتابع "الراعي": "لو تمكن السياسيون من إجراء حوار مسؤول، لما طالبنا بمؤتمر دولي لحل العقد التي تشل المؤسسات، ونريد من هذا المؤتمر تثبيت الحدود وتجديد دعم النظام الديمقراطي وإعلان حياد لبنان".

وطالب من المؤتمر الدولي أن يتخذ جميع الإجراءات لتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان، وأن يحسم وضع خطة تنفيذية سريعة لمنع التوطين الفلسطيني وإعادة النازحين السوريين آمنين إلى بلدهم.

وأكد البطريرك الماروني أنه يريد من المؤتمر الدولي توفير الدعم للجيش اللبناني ليكون المدافع الوحيد عن بلاده، والقادر على استيعاب القدرات العسكرية الموجودة لدى الشعب اللبناني، من خلال نظام دفاعي شرعي يُمسك بقرار الحرب والسلم.

وذكر أنه يطرح مشاريع حلول وهي لكل لبنان ولكل لبناني، واللبنانيون مدعوون إلى مقاربة الأفكار بكل إيجابية، خاصة حين تصدر عن هذا الصرح، بدعوى أنه لا يفكر إلا بشكل وطني.

وقال البطريرك اللبناني، إنه لو تمكن السياسيون من إجراء حوار مسؤول لما طالبنا بعقد مؤتمر دولي برعاية أممية، ونحن لن نقبل أن يجوع الشعب ويعيش الفقر.

وأكد "الراعي": "أننا نريد من المؤتمر الدولي إعلان حياد لبنان، فلا يعود ضحية الصراعات، ويثبت الكيان اللبناني المعرض للخطر".

وأضاف أننا نريد من المؤتمر الدولي منع توطين الفلسطينيين وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وقال "الراعي"، إن "عظمة حركات المقاومة أن تعمل بكنف الدولة.. فأين نحن من هذا؟"، وأضاف لا يوجد جيشان أو جيوش في دولة واحدة ولا شعبان في دولة واحدة.

ودعا اللبنانيين إلى عدم السكوت على السلاح غير الشرعي وعن فساد السياسيين وعن الانقلاب على الدولة والنظام وعدم تأليف الحكومة وعدم إجراء الإصلاحات.

وبينما أكد الراعي أن الشراكة المسيحية الإسلامية في لبنان غير قابلة للمس.

وأشار "الراعي" إلى أن "أيّ تطويرٍ للنظام لا يجوز أن يكون على حساب ما اتفقنا عليه منذ تأسيس دولة لبنان، فالتطوير لا يعني النقض بل التحسين ولا يعني إلغاء المواثيق الدستوريّة، بل توضيح الملتبس فيها لتتكامل السلطات، وحقّنا أن نعيش حياة كريمة في وطننا".

ونادى "الراعي" بعدم السكوت عن الخيارات الخاطئة والانحياز، ولا عن فوضى التحقيق في جريمة المرفأ، ولا عن تسييس القضاء، ولا عن السلاح غير الشرعي، ولا عن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين، ولا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين، ولا عن مصادرة القرار اللبناني.

وأوضح أنه يتفهم "غضبكم وثورتكم وانتفاضتكم"، مناديا بعدم السكون عن "تعدد الولاءات ولا عن الفساد وسلب أموالكم، ولا عن الحدود السائبة أو عن خرق أجوائنا، ولا عن فشل الطبقة السياسية".

واستطرد "الراعي": "لا تسكتوا عن عدم تأليف حكومة ولا تسكتوا عن نسيان الشهداء، فشهداؤنا ذخيرة وجودنا، ويل لمن ينسى شهداءه ويقايض عليهم".

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة "حسان دياب" بعد 6 أيام من انفجار بيروت الكارثي في أغسطس/آب الماضي.

ويعاني لبنان منذ شهور أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة "حسان دياب" بعد 6 أيام من انفجار بيروت الكارثي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان أزمة لبنان أزمة سياسية أزمة اقتصادية مؤتمر دولي بشارة بطرس الراعي

لبنان: كيف يمكن فكّ الاستعصاء السياسي؟

حزب الله يرد على البطريرك الراعي: تدويل أزمة لبنان يهدد وجوده

الحريري: لا أنتظر رضا السعودية ولا غيرها لتشكيل الحكومة

قناة العالم تحذف مقالها المسيئ عن الراعي: لا يعبّر عن رأينا

البطريرك الماروني يحذر من مخطط لتغيير كيان ونظام وهوية لبنان