قالت وزيرة الخارجية السودانية، "مريم الصادق المهدي"، إن بلادها تنتظر الزيارة المرتقبة للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" إلى الخرطوم، بعد أيام قليلة، "لنقل الوضع من خانة الكلمات إلى الفعل"، على حد قولها.
وقالت الوزيرة السودانية، في مؤتمر صحفي مشترك من القاهرة مع نظيرها المصري "سامح شكري": "التقيت الرئيس (المصري) في لقاء مطول وسعدت بالرؤية التي أدلى بها حول العلاقات المصرية السودانية".
وأضافت: "تحدثنا مع فخامته أننا نستشرف زيارته خلال الأيام القادمة إلى السودان".
وأردفت قائلة: "ننتظر أن تنقلنا هذه الزيارة من خانة الكلمات إلى خانة الفعل".
ولم تفسر الوزيرة السودانية مغزى تلك العبارة، غير أن زيارة "السيسي" المرتقبة ينظر إليها كتطور مهم في سياق تصاعد الأزمة بين كل من مصر والسودان، من جهة، وإثيوبيا، من جهة أخرى، بعد إعلان الأخيرة عن اعتزامها بدء المرحلة الثانية لـ"سد النهضة".
وحذر بيان مشترك صادر عن الخارجية المصرية والسودانية من خطورة إقدام إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة قبل الوصول إلى اتفاق نظرا لخطورة ذلك على الأمن المائي للبلدين، فيما وقع البلدان بالتزامن اتفاق تعاون عسكري يشمل تأمين الحدود والتدريب.
ويعتزم "السيسي" زيارة العاصمة السودانية الخرطوم، السبت المقبل، حيث من المنتظر أن يعقد مباحثات مع رئيس المجلس السيادي الفريق أول "عبدالفتاح البرهان".
ويتواجد في السودان حاليا وفد عسكري مصري رفيع المستوى برئاسة رئيس أركان الجيس الفريق "محمد فريد حجازي"، حيث تم توقيع اتفاقية مشتركة في مجالات حماية الحدود والتدريب.
وعقب توقيع الاتفاقية، قال رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول ركن "محمد عثمان الحسين"، إن الهدف من الاتفاق هو "تحقيق الأمن القومي للبلدين لبناء قوات مسلحة مليئة بالتجارب والعلم"، كما شكر الجانب المصري على الوقوف بجانب السودان "في المواقف الصعبة".
من جانبه أكد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، أن القاهرة تسعى "لترسيخ الروابط والعلاقات مع السودان في كافة المجالات خاصة العسكرية والأمنية، وتعزيز التضامن كنهج استراتيجي تفرضه البيئة الإقليمية والدولية".
وتأتي تلك التطورات في ظل تصاعد غير مسبوق للتوتر بين السودان وإثيوبيا بسبب النزاعات الحدودية، بالتزامن مع التوترات الموجودة أصلا بسبب أزمة "سد النهضة"، وهي القضية التي تعد مصر طرفا أصيلا بها.
وكانت إثيوبيا أعلنت، الأربعاء، أنها ماضية في خطط الملء الثاني لسد النهضة، موضحة أن هذه الخطوة لا علاقة لها بالمفاوضات الجارية حاليا، في وقت أيدت فيه مصر مقترحا سودانيا بتشكيل رباعية دولية للتوسط في المفاوضات.
