استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سوريا واليمن .. «شرق أوسط» أكثر تعاسة

الأربعاء 14 أكتوبر 2015 04:10 ص

ينتج التدخل الروسي في سوريا سياقاتٍ أكثر وضوحاً ومباشرة للصراع الإقليمي والأطراف الدولية وتقاطعاتها في إدارة مناطق النزاعات والتوتر في الشرق الأوسط.

وأياً كانت المبررات ورسائل التطمين التي تسوّقها الإدارة الروسية للمجتمع الدولي، بخصوص تدخلها العسكري، أخيراً، في سوريا، بما في ذلك محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، فإن المؤكد أن روسيا تتطلع، من تدخلها هذا، إلى أن تصبح الطرف الأقوى بين أطراف الصراع الفاعلة على الأرض في سوريا، وستعزّز بقاء النظام السوري، على الضد من رغبة السوريين، ما سيؤدي، في النهاية، إلى استدامة الأزمة، ومضاعفة معاناة السوريين. 

ومن جهة أخرى، يؤسس التدخل الروسي في سوريا لمرحلة جديدة في الصراع في الشرق الأوسط، إذ لن تنحصر أبعاده السياسية في حدود الجغرافيا السورية، وإنما سيتعدّاه إلى التأثير سلباً على حل الأزمات التي تعيشها عدد من بلدان المنطقة، بما فيها تكريس اصطفافات إقليمية ودولية، تضر أمن المنطقة وحياة شعوبها، ما يتيح المجال للإرهاب الديني والجماعات المسلحة لتوسيع سيطرتها ونفوذها في هذه البلدان، والإسهام في تأجيج الصراعات المذهبية بين الطوائف الإسلامية، وخصوصاً الصراع «السُني- الشيعي»

يشهد اليمن، منذ بدء «عاصفة الحزم»، في نهاية مارس/آذار الماضي، حرباً محليةً بتعقيدات إقليمية، ليست بعيدة عن تداعيات التدخل العسكري الروسي في سوريا، سواء في مواقف أطراف الصراع الإقليميين ووكلائهم المحليين، أو في احتدام المواجهات العسكرية، وحرص كل طرف على إحراز تقدم استراتيجي في المسار النهائي للحرب، مستفيدين من انشغال العالم بتطورات الوضع السوري.

ففيما يحاول تحالف جماعة الحوثي والرئيس السابق «علي عبدالله صالح» تقديم نفسه حليفاً محلياً لمواجهة التدخل العسكري السعودي، ويسميه عدواناً، يؤيد الحوثيون وصالح العدوان الروسي في سوريا، ويعتبرانه نصراً معنوياً لهم في الساحة الدولية، لأنه سيفرض نظام «الأسد» أمراً واقعاً، ويعمل على الحد من الوجود السعودي في المنطقة وتأثيره في صناعة القرار السياسي السوري.

ويأمل الحوثيون وصالح في أن تتولى روسيا مجابهة النفوذ السعودي في اليمن، وتنجح، من موقعها الجديد، في ترجيح كفة تحالفهما في مواجهة تحالف «عاصفة الحزم»، والخروج بتسوية سياسية مرضية لهما.

كما أن انشغال المجتمع الدولي والقوى الإقليمية والدولية بالوضع السوري، وعدم متابعتهم تطورات الحرب في اليمن، وفر للحوثيين وقوات صالح غطاءً زمنياً وإعلامياً لتكثيف هجومهم على المدن اليمنية، وفرض حصار خانقٍ، شل الحياة في أبسط ممكناتها، كما يحدث الآن في تعز. 

إذا كان التدخل العسكري الروسي في سوريا قد فرض تكتلات إقليمية جديدة، فإنه قد عكس التصدعات البينية في موقف التحالف العربي من قضية مفصلية، كالقضية السورية؛ ففي حين لم يكن الموقف المصري واضحاً من هذا التدخل، واعتبره محللون كثيرون موقفاً متواطئاً.

ترفض السعودية، قائدة التحالف العربي في اليمن، التدخل الروسي في سوريا، وتعتبره موجهاً ضد موقفها الداعم لإطاحة نظام «الأسد»، ويمسّ مصالحها وأمنها في المنطقة، باعتباره يعني، في النهاية، تعزيز النفوذ الإيراني على حسابها في ساحة صراعٍ باتت، اليوم، حاسمة في زعامة المنطقة العربية.

وبالتالي، عملت السعودية على تحشيد رأي عام عربي وإسلامي، ليس ضد منطلقات روسيا التوسعية في سوريا، بل من منطلقات دينية، عبّر عنها صدور فتاوى جهادية ضد الكفار الروس.

كما عمدت إلى تثبيت قوتها قوةً مهيمنة في ساحة الصراع اليمنية، ووجهت قوتها العسكرية إلى محاولة حسم الصراع مع الحوثيين و«صالح» في أكثر من منطقة يمنية. كما ساهم التدخل الروسي في تحقيق تقارب بين مواقف الولايات المتحدة الأميركية والسعودية بشأن الصراع في اليمن، حيث كانت واشنطن، قبل التدخل الروسي في سوريا، تتخذ موقفاً مناوئاً للتدخل العسكري السعودي في اليمن.

وتعتبره سبباً إضافياً لانزلاق اليمن إلى حالة فوضى طويلة، معبرة، في أكثر من مناسبة، عن إصرارها على ضرورة الاعتماد على الخيار السياسي لحل الأزمة اليمنية، بدلاً من الخيار العسكري، والتأكيد على ضرورة إدارة حوار بين أطراف النزاع اليمني مقدمة لتسوية الصراع في اليمن.

لكن، وبسبب التدخل العسكري الروسي في سوريا، باتت الولايات المتحدة، اليوم، بعيدة عن الاهتمام بتطورات الأوضاع في اليمن، مطلقة يد السعودية في إدارة الحرب اليمنية، أو على الأقل غض الطرف أكثر، ووقتاً أطول، عن الحرب في اليمن، آملة بذلك أن يساعدها حلفاؤها في إغراق الدب الروسي، حتى أذنيه، في المستنقعات السورية. 

أكد التدخل الروسي في سوريا حقيقة لم تكن واضحة على هذا النحو من قبل، وهي أن الخيار العسكري صار الحل الأمثل الذي تراه القوى الدولية والإقليمية لحل أزمات المنطقة وفقاً لمصالحها السياسية، وبعيداً عما تريده شعوب هذه المنطقة؛ حيث عمد هذا التدخل إلى خلط الأوراق السياسية للقوى الدولية والإقليمية وصراعات الأطراف المحلية في سوريا واليمن.

وقد جعل توسع نطاق الحرب في سوريا التي قد تتحول إلى مواجهات بين قوى دولية بعد التدخل الروسي الحرب في اليمن في ذيل أولويات اللاعبين الدوليين والإقليميين والمجتمع الدولي، باعتبارها ساحة ثانية في صراع الشرق الأوسط، خصوصاً بعد ضعف ورقة «سوريا مقابل اليمن» ضمن سياق الصراع السعودي/الإيراني في المنطقة، حيث لم يعد ذلك مقبولاً من إيران التي تبدو المبني للمجهول في اللعبة السورية حالياً.

ويمكن التأكيد هنا، مرة أخرى، على أبرز انعكاسات الحرب الروسية في سوريا على الساحة اليمنية سيكون استمرار بقاء الملف اليمني في يد السعودية وتقديراتها السياسية لمستقبل اليمن السياسي، وأن أي حل سياسي للأزمة اليمنية لا بد أن يكون محل رضاها، أولاً، قبل أي طرف يمني. 

تتعدد تأثيرات تطورات الأزمة السورية على الأزمة اليمنية، وقد تؤدي، في نهاية المطاف، إلى ترحيلها من ذاكرة العالم. وعلى الرغم من اختلافهما، من حيث أسبابهما وأجندات الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المتصارعة، فإنهما تلتقيان في منطق بديهي لا يمكن تجاوزه، مهما اختلفنا أو اتفقنا حوله.

فالتدخل العسكري الروسي في سوريا كان بناء على طلب الرئيس السوري «بشار الأسد»، كما أورد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، وتدخل السعودية عسكرياً في اليمن جاء بناء على طلب الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، كما صرح الملك «سلمان بن عبدالعزيز».

والتدخلان العسكريان جاءا لتثبيت سلطتي نظامين: نظام «بشار الأسد» الذي ثار عليه الشعب السوري، ونظام «هادي» الذي انقلبت عليه جماعة الحوثي وصالح.

وتتفق الأزمتان كذلك في النتائج، فاللجوء إلى استخدام العصي الغليظة يصب، في النهاية، في مصلحة القوى الإقليمية والدولية، وربما في مصلحة القوى المحلية المتحالفة معها، لكنها أبداً لا تكون في مصلحة السوريين أو اليمنيين، مهما حاول «ممسكو العصيان الغليظة» تجميل قبح ذلك وفداحته، ونحن الآن عند النظر في أوضاع سوريا واليمن أمام «شرق أوسط» أكثر تعاسة.

  كلمات مفتاحية

سوريا اليمن الشرق الأوسط روسيا التدخل العسكري الروسي السعودية إيران أمريكا

«ناشيونال إنترست»: هل تنتهي الحرب في اليمن أخيرا؟

«الصبر الاستراتيجي»: لا تطاردوا «بوتين» في سوريا .. دعوه يفشل من تلقاء نفسه

«أولاند» يحذر من حرب شاملة بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط

التدخل الخارجي يؤجل الحلول في الشرق الأوسط

حفلة جنون في الشرق الأوسط!

«ناشيونال إنترست»: لماذا لا نتوقع تغيرا في سياسة إيران العدائية في الشرق الأوسط؟

فنجان قهوة في صنعاء