«ناشيونال إنترست»: لماذا لا نتوقع تغيرا في سياسة إيران العدائية في الشرق الأوسط؟

الخميس 1 أكتوبر 2015 11:10 ص

مع مرور الموعد النهائي الذي كان من الممكن أن يتخذ فيه الكونغرس إجراءا ضد خطة العمل المشترك مع إيران في 17 سبتمبر/ أيلول، فإن الاتفاق يبدو على وشك أن يدخل موضع التنفيذ. وقد جادل بعض أنصار الصفقة أنه في غياب حالة الغموض بشأن أنشطة إيران النووية فإنه يمكن للغرب أن يتعاون الآن مع إيران لأجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى الأخص فيما يتعلق بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام. يغذي وزير الخارجية «جون كيري» هذه الآمال عندما قال أن وزير الخارجية الإيراني «ظريف» أبلغه أنه بفضل الاتفاق «سوف يكون مدفوعا نحو التحدث عن القضايا الإقليمية».

«فيديريكا موغيريني»، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية قد أعربت عن أملها أن الوقت قد يكون مناسبا للحديث عن «إطار إقليمي جديد يبنى على أساس التعاون بدلا من المواجهة».

هذا التفاؤل، ومع ذلك، يهون من الأجندة المعادية للولايات المتحدة وتأثير الحرس القديم لنظام الثورة الإسلامية. المرشد الأعلى «علي خامنئي»، الشخصية الأبرز في النظام الإيراني يعد مثالا على ذلك. وبينما كان الرئيس الإيراني «حسن روحاني» مهتما جدا بتوقيع الاتفاق النووي، كان «خامنئي» هو الذي يعرب عن تحفظاته بشأن الشراكة مع الولايات المتحدة. وقد قام ذات مرة بمقارنة موقفه من المفاوضات بموقع مصارع اليد الذي أحيانا ما يضطر لإبداء بعض الليونة لأسباب فنية، ولكنه «يجب ألا ينغفل عن خصمه وعدوه». من وجهة نظره، وكان الحل الوسط بشأن القضية النووية تنازل ضمني للحصول على تخفيف العقوبات ولكنه لا يعني المصالحة. في أعقاب قيام «روحاني» بالإعلان عن رغبته في توسيع التعاون الإيراني مع «مختلف البلدان»، فإن المرشد الأعلى قام على الفور بالدفع إلى الوراء وحث مواطنيه على الاستعداد لاستئناف المعركة مع أمريكا.

ورفض بعض المحللين مثل هذه التصريحات ووصفوها بأنها الكلمات الفارغة لاسترضاء الجماعات المتطرفة داخل إيران. على عكس خطوط المرشد الأعلى الحمراء بشأن المفاوضات النووية، فإن هذا النوع من الخطاب مدعوم بالعمل. فيلق القدس الإيراني، الذي كان له دور أساسي في دعم الميليشيات الشيعية المتطرفة أثناء التمرد في العراق، تشير التقارير إلى تورطه في التآمر لتنفيذ أعمال إرهابية ضد أهداف لإسرائيل ودول الخليج، وهم الحلفاء الرئيسيون للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وعلى الأخص، كان فيلق القدس راء محاولة اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة على الأراضي الأمريكية في عام 2011. وبصرف النظر عن هجماتها التآمرية، فقد شجع فيلق القدس ودعم حزب الله في سعيه ليحذو حذوها.

فيلق القدس، وليس القوى المعتدلة نسبيا التي تفاوضت بشأن الاتفاق النووي، هو أيضا المسؤول عن تنسيق جهود إيران العسكرية الحالية والتعامل الدبلوماسي فيما يتعلق بالبقع الساخنة في المنطقة، مثل سوريا والعراق واليمن. صعدت قوة القدس بشكل كبير من أنشطتها في تقويض الاستقرار الإقليمي في الآونة الأخيرة. عندما كان نظام «الأسد» يتعرض لضغوط متزايدة من المتمردين السوريين، تعاون فيلق القدس مع حزب الله للحفاظ على النظام من السقوط. حتى يومنا هذا، فإن مقاتلي حزب الله وقوات فيلق القدس لا يزالون يقاتلون بجوار «الأسد» ونتيجة لذلك، واصل النظام السوري المحاولات الوحشية لقمع الثورة الشعبية وكرد فعل لذلك انضم لآلاف من المقاتلين الأجانب إلى سوريا لصفوف التنظيمات السنية ما في ذلك الجماعات الإرهابية. بالإضافة إلى ذلك، ضاعف فيلق القدس دعمه للمتمردين الحوثيين في اليمن الذين دفعوا القوات الأمريكية خارج البلاد قبل بضعة أشهر.

ومن الجدير بالذكر أن قوة فيلق القدس قد زادت من تدخلها في سوريا واليمن على الرغم من أن الولايات المتحدة وإيران قد ضيقا خلافاتهما بشأن القضية النووية. وبعبارة أخرى، فإن فكرة أن حل وسط بشأن الملف النووي يمكن أن تسبب تراجعا في الصراعات الحادة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن القضايا الأخرى قد ثبت بطلانها بقوة حتى الآن. مع احتمالات منخفضة جدا أن تقوم إيران بتغيير سلوكها في المستقبل. بل من المرجح أن الأمور ربما تزداد سوءا. في خطابه الأخير، تعهد المرشد الأعلى بالحفاظ على دعمه للشعب المظلوم في اليمن كما أتى على ذكر البحرين أيضا. استمرار التحالف بين إيران وشريكها الحكومي فقط في المنطقة، «نظام الأسد»، سوف يستمر إلى حد كبير.

صحيح أن إيران والولايات المتحدة قد أثبتتا أن بإمكانهما إيجاد أرضية مشتركة، حال رأى كلا البلدين أن التعاون يصب في مصلحتهم. أنصار تعميق الروابط مع إيران على حق بالإشارة إلى الحاجة إلى تنسيق الجهود بشأن «الدولة الإسلامية» في هذا الصدد لكن هذا لا ينبغي أن يطغى على الأهداف والقيم المتباينة بين الجانبين. يجب على الولايات المتحدة ألا تعمل تحت افتراض أن العدو الذي طالما حمل أجندة عدوانية سوف يحجم من تلقاء نفسه أو أن ينقلب إلى صديق. بدلا من ذلك، ينبغي الآن أن تركز الجهود على احتواء طموحات إيران الإقليمية ومنع الهجمات الإرهابية التي تدعمها إيران. في كل الأحوال، سيكون من المفيد الحصول على حلفاء إقليميين جدد لعزل وإضعاف قوة فيلق القدس.

 

  كلمات مفتاحية

إيران الولايات المتحدة الاتفاق النووي فيلق القدس

«الاحتواء الجديد»: استراتيجية أمريكية للأمن الإقليمي بعد الاتفاق النووي

«بوليتيكو»: «خامنئي» أكثر المتشبثين بالاتفاق النووي رغم تصريحاته المتشددة

«إيكونوميست»: الاتفاق النووي الإيراني قد يشعل الصراع السني الشيعي

ذي ديلي بيست: إيران تصعب مهمة أمريكا في العراق .. و«سليماني» يشرف على عمليات تطهير طائفي

الجنرال «سليماني» أقوى مسؤول أمني بالشرق الأوسط

التدخل الخارجي يؤجل الحلول في الشرق الأوسط

سوريا واليمن .. «شرق أوسط» أكثر تعاسة

«هنري كيسنجر»: الطريق نحو تفادي الانهيار في الشرق الأوسط

«ميدل إيست بريفينج»: الحاجة إلى سياسة جديدة لاحتواء إيران

«ميدل إيست بريفينج»: كيف يمكن لأمريكا والعرب احتواء إيران بعد الاتفاق النووي؟

وزير خارجية البحرين: مشكلة إيران سياستها مع دول المنطقة