في آخر أيام زيارته التاريخية للعراق.. البابا فرنسيس يصل إلى أربيل

الأحد 7 مارس 2021 10:43 ص

بعد زيارته كل من النجف وأور، وصل بابا الفاتيكان "فرنسيس"، إلى أربيل (شمالي العراق) صباح اليوم، حيث أحيى قداسا ضم الآلاف، قبل أن يتوجه إلى الموصل وقرقوش اللتين عانتا على مدى 3 سنوات من انتهاكات تنظيم "الدولة الإسلامية".

واستقبل البابا بشكل رسمي في مطار أربيل من قبل رئيس الإقليم "نيجرفان بارزاني"، ورئيس حكومة الإقليم "مسرور بارزاني".

كما كان في استقباله زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني "مسعود بارزاني".

وتحمل هذه المحطة من الزيارة التاريخية، أهمية كبرى، لا سيما أن محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، تشكّل مركز الطائفة المسيحية في العراق، وتعرّضت كنائسها وأديرتها الضاربة في القدم لدمار كبير على يد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وفي الموصل، حيث أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (الخلافة) عام 2014، تلا البابا صلاة "من أجل أرواح ضحايا الحرب".

وعندما سيطر التنظيم على المنطقة، أيد البابا "فرنسيس" استخدام القوة لوقف انتشاره، ودرس إمكان السفر إلى شمال العراق للوقوف إلى جانب الأقلية المسيحية.

ولا تزال آثار الحرب ظاهرة في المنطقة، رغم مرور 3 سنوات على طرد التنظيم منها، بعد معارك امتدت لأشهر طويلة بين القوات الحكومية العراقية والجهاديين، خلّفت مئات الضحايا ودفعت الآلاف للنزوح.

وكان البابا قد ندّد خلال كلمته السبت، من أور (جنوبي العراق) بـ"الإرهاب الذي يسيء إلى الدين"، مضيفاً "نحن المؤمنين، لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين، بل واجب علينا إزالة سوء الفهم".

ولم يبقَ في العراق اليوم سوى 400 ألف مسيحي، بعدما كان عددهم 1.5 مليون عام 2003 قبل الغزو الأمريكي للعراق.

وفي شوارع الموصل التي لا تخلو من الدمار، ارتفعت لافتات كتب عليها "الموصل ترحب بالبابا فرنسيس".

ولا تخلو زيارة البابا من تحديات أمنية، وهي تتم وسط اجراءات مشددة، حيث يعبر البابا خلالها مسافة 1445 كلم، في سيارة مصفحة، أو في طائرة ومروحية خاصة، فوق أراض لا تزال تختبأ فيها خلايا مسلحة سرية.

وبعد الموصل، يزور البابا بلدة قرقوش، حيث يستعد سكانها لاستقباله بهدية فريدة تعكس تراث منطقتهم، عبارة عن وشاح صمم له خصيصاً، إضافة إلى استعدادات أخرى من زينة ورايات ترحيباً به.

ولبلدة قرقوش أو بغديدة تاريخ قديم جدا سابق للمسيحية، يتحدث سكانها اليوم لهجة حديثة من الآرامية، لغة المسيح، ولذلك تعدّ محطة هامة في زيارة الحبر الأعظم.

ولحق دمار كبير بقرقوش على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولا يزال الوضع الأمني متوتراً مع انتشار الجماعات المسلحة التي ترعاها الدولة بأعداد كبيرة في السهول المحيطة.

وهناك، يزور البابا كنيسة الطاهرة التي دمرها تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن أعيد ترميمها بالكامل.

وهذه أول زيارة بابوية على الإطلاق للعراق، يحقق فيها "فرنسيس" حلما لطالما راود البابا الأسبق "يوحنا بولس الثاني".

لكن بالإضافة إلى التحديات الأمنية، تأتي الزيارة وسط تحدٍّ صحي أيضا، فمع زيادة بأعداد الإصابات بـ(كوفيد-19)، حرمت الحشود من ملاقاة البابا وإلقاء التحية عليه.

وفي إحدى آخر محطات زيارته، يقيم البابا قداسًا في الهواء الطلق في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق في ملعب يتسع لأكثر من 20 ألف شخص لكن لن يضمّ سوى 4 آلاف.

وتنعم أربيل بوضع أمني مستقرّ نسبياً، كما أن وضع البنى التحتية فيها جيّد، مقارنة بغيرها من مناطق العراق.

وعندما اجتاح تنظيم "الدولة الإسلامية" (شمال العراق)، لجأ مئات آلاف المسيحيين والمسلمين والأيزيديين إلى إقليم كردستان العراق الذي كان يستضيف أساسا الأقليات النازحة إثر العنف الطائفي الذي شهده العراق خلال مراحل سابقة تلت الغزو.

وكان البابا وصف الأيزيديين في خطاب الجمعة بـ"الضحايا الأبرياء للهمجية المتهورة وعديمة الإنسانية، فقد تعرضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني وتعرضت هويتهم وبقاؤهم نفسه للخطر".

وفي اليوم الثاني من زيارته التاريخية، التقى البابا، السبت، في النجف المرجع الشيعي الأعلى "علي السيستاني"، الذي أعلن اهتمامه بـ"أمن وسلام" المسيحيين العراقيين.

ومنذ وصوله الجمعة إلى بغداد، تطرق البابا إلى كل المواضيع الحساسة والقضايا التي يعانيها العراق وليس المسيحيون فقط، قائلاً: "لتصمت الأسلحة! ولنضع حدا لانتشارها هنا وفي كل مكان".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الباب فرانسيس الموصل أربيل شمال العراق العراق كردستان الدولة الإسلامية فرانسيس بابا الفاتيكان

فلتصمت الأسلحة.. بابا الفاتيكان يدعو من العراق لتعزيز السلام في المنطقة

وجه رسائل سلام.. بابا الفاتيكان يختتم زيارته للعراق بقداس كبير

بابا الفاتيكان: فكرت كثيرا قبل زيارة العراق بسبب كورونا لكن حسمت أمري