تدهور الوضع الصحي للنازحين بمراكز الإيواء في غزة وأونروا تعاني من نقص التمويل

الثلاثاء 12 أغسطس 2014 08:08 ص

شينخوا 

تقف الطفلة الفلسطينية إسراء الدبيري، 9 سنوات، في طابور طويل أمام أحد الحمامات وسط أحد مراكز اللجوء في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، آملة بالاستحمام سريعا في مدة لا تتعدى الدقيقة ونصف بعد انتظار دام أكثر من ساعتين.

ويقتصر حمام إسراء على لترين من الماء البارد تسكبهما على جسدها دون أي صابون في ظل معاناة النازحين في مدرسة أنس الوزير التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التي تؤوي أكثر من 300 عائلة من السكان المشردين من انعدام المواد الصحية والمنظفات.

وهربت إسراء مع عائلتها من منطقة المطار على الحدود الشرقية الفاصلة بين إسرائيل وقطاع غزة، في الأسبوع الأول من الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي.

وتقول إسراء لوكالة أنباء «شينخوا» "عائلتي مكونة من 12 فردا, ينام إخوتي الذكور ووالدي في ساحة المدرسة ولا أذكر أنهم استحموا منذ أن أحضرتنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر من منزلنا للمدرسة".

وتضيف أنه "كان والدي يعمل في زراعة الخضار وجنيه, ومع بدء الحرب لم يستطع الذهاب للعمل، ولحاجتنا للمال تطوعت أختي كعاملة نظافة في المدرسة واشترت لنا من راتبها الأول أدوات تنظيف".

وتتابع اسراء "نغتسل ونرتدي الملابس نفسها، بدأت أشعر بالحكاك وانتشار الحبوب في جسدي كما هو الحال بالنسبة لإخوتي"، مضيفة أنها وعائلتها لم تستلم مواد تنظيف الا مرة واحدة في يوم قدومهم للمدرسة، والتي كانت مكونة من صابونة واحدة وعلبة منظف للشعر واخرى للاواني ."

لا طبيب يأتي للمدرسة ولا حتى يوم واحد" صرخت جميلة اسهبان، 32 عاما، بغضب وهي تسترق السمع لحديث إسراء.

جميلة التي نزحت من بلدة زلاطة على الحدود الشرقية لرفح, تعاني ابنتها صبا البالغة من العمر 30 يوما من نزلة معوية مستمرة منذ أكثر من اسبوعين.

تقول جميل إنه "ولدت طفلتي صبا في أول أسبوع من الهجوم الإسرائيلي على غزة ولجأت وزوجي والأطفال للمدرسة بعد يومين من ولادة طفلتي.

وتضيف "لا أستطيع الاستمرار في البقاء هنا ولا أحد يقبل بإعادتي لمنزلي".

واعتذرت جميلة بخجل من رائحة جسدها قائلة وهي تبتعد قليلا:" لم أستحم منذ أكثر من خمسة أيام، ومرضت طفلتي مرتين في هذا الاسبوع ولم يحضر أي طبيب وكلفني شراء علاج لها أكثر من 40 شيكل (الدولار يساوي 3.40 شيكل) اقترضتها من أحد جاراتي هنا في المدرسة".

بدورها تدخلت شهيرة شلوف، 39 عاما، في الحديث بينما كانت تسكب على ابنتيها الماء البارد أثناء وضعهما في آنية في إحدى زوايا الغرفة, "ابنتاي مصابتان بالجرب".

وتضيف شلوف ووجهها يشع غضبا وحزنا "عندما خرجنا من منزلنا في بلدة الشوكة على الحدود مع مصر لم أحضر معي ملابس إضافية لأطفالي, يغتسلن وألبسهن ذات الملابس".

وتتابع شلوف وهي تعمل كعاملة نظافة في المدرسة التي نزحت إليها:"منذ قدومي وأطفالي هنا لم نعش يوما واحدا في راحة, في البداية كان أطفالي ينهضون من نومهم فزعين جراء الكوابيس المزعجة التي تنتابهم, ومن ثم قصفت إسرائيل المدرسة, وقتل أخي".

وتقول شلوف وهي تحارب دموعها التي تأبى إلا أن تنهمر على وجنتيها "لم يكن من النازحين, كان يحضر لي الماء البارد يوميا من منزله ويطمئن علي وعلى أطفالي, في يومها لم أعتقد أنه هو الذي قتل, اعتقدت انها ابنتي الصغيرة التي غافلتني وذهبت لشراء الحلوى".

وتضيف بصوت مخنوق قائلة" لم أر الماء البارد كما لم أر أخي فقد دفنوه ولم يسمحوا لنا برؤيته لتشوه رأسه ووجهه جراء القصف".

وكانت غارة جوية إسرائيلية استهدفت في 3 أغسطس الجاري مدخل مدرسة أنس الوزير التابعة للأونروا, في جنوب قطاع غزة, وقتل عشرة فلسطينيين معظمهم من الأطفال وأصيب أكثر من 30 فلسطينيا بجروح.

ويقول المتحدث باسم أونروا في غزة عدنان أبو حسنة لـ«شينخوا»، إن الوكالة الدولية "تبذل ما في وسعها للحفاظ على حياة النازحين وتوفير سبل العيش لهم"، موضحا أن "مئات الآلاف من النازحين يعيشون في مدارس تابعة للأونروا، وهي ليست مجهزة لتكون معسكرات لجوء، وأن استقبالهم فيها مؤقت".

ويضيف أبو حسنة أن "الأونروا توفر ملايين أرغفة الخبز يوميا بالاضافة للمأكولات المعلبة, ولا تستطيع تقديم وجبات ساخنة للنازحين في ظل اطلاق النار, فهي بحاجة لاشراف صحي وتنظيم".

وتقول الوكالة الدولية التي توفر خدمات لحوالي 237 ألف لاجئ في مراكز الإيواء المنتشرة على طول القطاع الساحلي نزحوا من مناطق شرق وشمال غزة, إنها تستطيع بالكاد توفير القليل من المواد الصحية واللوجستية، نظرا لقلة الدعم المالي واللوجستي التي تعانيه الوكالة، في ظل استمرار الأزمة الانسانية المستمرة لسكان غزة منذ أكثر من أربعة أسابيع.

ويشير أبو حسنة إلى أن الوكالة الدولية بحاجة لمدة وقف اطلاق نار تستطيع خلالها إصلاح المدارس وبناء حمامات إضافية فيها, كاشفا على أن هناك خطة بتنفيذ حملة صحية كاملة من قبل الأونروا للنازحين في مراكز الإيواء.

وبالنسبة لاقتراب موعد العام الدراسي الجديد التي من المفترض أن يبدأ بعد أسبوعين، يقول أبو حسنة إن الوكالة الدولية وضعت خطة كاملة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لافتتاح العام الدراسي في موعده, مشيرا إلى أن الأونروا بحاجة لاسبوعين فقط لتجهيز المدارس لاستقبال الطلاب.

ويضيف أبو حسنة أن بعض الحلول قد تكون استخدام المدارس لأكثر من فترة باليوم وقد تكون فترتين أو ثلاثة, ومن الحلول استخدام مدارس الحكومة لصالح طلاب أونروا، مشددا على أن كل شيء متعلق بوقف اطلاق النار.

  كلمات مفتاحية

السعودية تتبرع بـ13.5 مليون دولار لمتضرري العدوان الإسرائيلي علي غزة

«التشريعي الفلسطيني» يرى «أبعادا سياسية» وراء تقليص خدمات «أونروا»

«بان كي مون» يناشد المانحين الدوليين بسرعة تقديم 100 مليون دولار إلى «أونروا»

وزير التعليم الأردني: لن نقبل طلاب «الأونروا» في مدارسنا الحكومية