الأردن.. احتجاجات السلط تتواصل وسط انقسام حاد حول الدوافع

الثلاثاء 16 مارس 2021 06:41 م

تواصلت الوقفات والمسيرات الاحتجاجية في عدة مدن بالأردن؛ للمطالبة برحيل حكومة "بشر الخصاونة"، بعد أيام على حادثة مستشفى السلط، التي أودت بحياة 7 مواطنين.

كما طالب المتظاهرون بحل مجلس النواب ووقف العمل بقانون الدفاع، الذي فرضته السلطات للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، والذي يبدأ يوميا في السابعة مساء وحتى السادسة صباحا.

وكان ذلك واضحا في مظاهرة جرت في وسط العاصمة عمان، قبل أن تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

ودفع ذلك مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق وسم "قنابل غاز بدل الأكسجين" في تذكير بالحادثة المأساوية في مستشفى السلط.

وفي مقابل ذلك، قرر مجلس الوزراء، الثلاثاء، الموافقة على إحالة المدير السابق لمستشفى السلط الجديد، "عبدالرزاق الخشمان" إلى التقاعد ابتداء من 13 مارس/آذار الجاري، وفق ما أوردته الجريدة الرسمية.

وتعهد العاهل الأردني، "عبدالله الثاني"، أمس، بمحاسبة المقصرين في حادثة مستشفى السلط الحكومي، وقام مدعي عام السلط بتوقيف 5 مسؤولين في المستشفى وتوجيه تهمة التسبب بالوفاة،

وفي غضون ذلك، سادت حالة انقسام حادة بين المتظاهرين الذين لم ترق إجراءات الحكومة إلى تطلعاتهم ومؤيدي الحكومة الذين يتهمون المتظاهرين بالتخوين وأن لديهم دوافع مريبة ويدعمون أطرافا خارجية، وأنه سوف يتسببون بزيادة إصابات "كورونا" عبر المشاركة في التجمعات.

مخطط خارجي

وفي تصريحات صحفية، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي "زيد النوايسة"، أن "ما يجري حالياً في البلاد مريب.

وتابع، أنّ للحكومة أوامر دفاع تحظر بموجبها التجمعات الليلية، ولكن هناك محاولة لكسر الحظر بطريقة توحي بأن هناك مخططا أكبر من تلك الاحتجاجات بشكلها التقليدي.

وقال: إن "الحكومة نجحت في المواءمة بين مقاومة الوباء صحياً واستمرار الأنشطة الاقتصادية، ولكن هناك من يريد توظيف الخطأ الطبي في مستشفى السلط لإحداث أزمة داخلية، قد تكون لأطراف خارجية مصلحة في ذلك".

كما رأى "النوايسة" في هذا السياق، أنه إضافة للأطراف الخارجية "لا بد من التأكيد على أنّ الإسلام السياسي في البلاد، بدأ يلتمس الفرص لإحياء وجوده من باب الحريات وحقوق الإنسان، ما يعزز حجم الأزمة الحاصلة في البلاد".

وعلى نفس المنوال، أكّد النائب السابق والمحلل السياسي، "هايل ودعان"، على وجود "أجندات خارجية تنظم وتحضر منذ فترة الاحتجاجات التي اتخذت من حادثة السلط طريقاً لإحداث بلبلة داخلية في الأردن، ولكن لا يمكن الإغفال عن العوامل الداخلية".

بدوره أشار "النوايسة" إلى أن "هناك إجماعا ورفضا شعبيا للتظاهرات التي تطالب بكسر الحظر الليلي، لاسيما بعد ارتفاع عدد حالات فيروس كورونا، ما سيدفع الحكومة إلى اتخاذ المزيد من التدابير لمنع حصول مثل هذه التجمعات".

شماعة التخوين

وفي المقابل، رأى المحلل السياسي، "خالد شنيكات"، أن هناك عوامل عدّة ساهمت في هذه الاحتجاجات أهمها الإهمال البيروقراطي الحكومي، والأزمة الاقتصادية، وإدارة الموارد بعد تراجع المساعدات المنصوص عليها في الموازنة بسبب سوء توزيعها، فضلاً عن سوء الإدارة والفساد، وانتشار ثقافة المحسوبية والواسطة التي أسفرت عن غياب التعيين على أساس الكفاءة.

وتابع: "البرلمان لم يقم بدور إيجابي، وغابت عنه مراقبة ومحاسبة الحكومة وذلك بسبب ضعف قوانين الانتخاب وانعدام الوجود الحزبي في الحياة السياسية الأردنية، واستبدالها بالتكوينات الاجتماعية"، حسبما نقل موقع "الحرة".

وشدد على أنّه "لا يمكن لصق الاحتجاجات الحالية بأبعاد خارجية، لأن هناك أسباب ومؤثرات داخلية دفعت الناس للتظاهر، لاسيما بعد تأثير جائحة "كورونا" على الوضع الاقتصادي العام، وفقدان الكثير من الأردنيين وظائفهم".

كما رد محتجون على اتهامهم بالتخوين بالقول إن الحكومة تلجأ لتلك الشماعة في كل مرة، ينظم احتجاج في الأردن يتم توجيه التهم نفسها؛ الانتماء إلى "الإخوان المسلمون"، أو دور إسرائيل في دعم التحركات، و"جميع هذه الاتهامات باطلة ولا علاقة لها بالواقع".

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الأردن مستشفى السلط الحكومة الأردنية

82 وفاة و9417 إصابة.. الأردن يسجل أعلى حصيلة يومية لضحايا كورونا

الأردن.. توقيف 4 مسؤولين جدد في حادثة السلط

في ذكرى أحداث 2011.. الأردن يعتقل عشرات النشطاء ويفض مظاهرات

سلط جديدة.. انقطاع الكهرباء عن مستشفى لعلاج كورونا بالأردن وأنباء عن وفاة مرضى (فيديو)