أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف "سعد الحريري" رفضه للتشكيلة الحكومية التي أرسلها له الرئيس اللبناني ميشال عون، مشيرا إلى أنها "مخالفة للدستور".

وقال "الحريري"، في مؤتمر صحفي ببيروت عقب لقائه "عون"، الإثنين، إن "​الرئيس أرسل لي أمس تشكيلة حكومية تتضمن توزيعا طائفيا للوزارات وطلب مني إسقاط الأسماء عليها وهذه الورقة تتضمن ثلثا معطلا لفريقه السياسي".

وأضاف "الحريري": "اللائحة التي أرسلها لي الرئيس عون غير مقبولة لأن الرئيس المكلف مش شغلتو يعبي أوراق من حدا (ليس من عمله أن يشكل الحكومة)، لذلك رفضتها، واحتفظت منها بنسخة للتاريخ".

وتابع أن "هدفي هو العمل على تفادي انهيار لبنان ولأنّ الرّئيس عون قال إن لائحتي التي قدّمتها إليه لم تكن متكاملة أضع بين أيديكم التّشكيلة الّتي قدّمتها لعون منذ أكثر من 100 يوم".

وطلب من "عون" "الاستماع لأوجاع المواطنين بتأليف حكومة اختصاصيين بعيداً عن أي مصالح ضيقة وأترك الحكم على التشكيلة الحكومية المقترحة للبنانيين". 

والأربعاء، وجه الرئيس اللبناني، دعوة إلى "الحريري"، للحضور إلى قصر بعبدا "من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق معه، دون تحجج أو تأخير".

وفي كلمة إلى اللبنانيين نشرها إعلام محلي، قال "عون" إنه "في حال وجد رئيس الحكومة المكلف نفسه عاجزا عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه أن يفسح المجال أمام كل قادر على التأليف".

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة "حسان دياب" بعد 6 أيام من انفجار بيروت الكارثي في أغسطس/آب 2020.

ومنذ مطلع الشهر الحالي، يقطع متظاهرون طرقاً رئيسية في أنحاء البلاد بشكل شبه يومي، وذلك بالتزامن مع ارتفاع سريع لسعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية في السوق السوداء، حيث تخطى، الثلاثاء، عتبة 15 ألف ليرة لكل دولار، علماً أن سعر الصرف الرسمي ما زال مثبتاً عند 1507 ليرات مقابل الدولار.

ويعاني لبنان منذ شهور أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، على رأسها إيران والسعودية وفرنسا.