رأى الكاتب التركي "سنان أولغين" أن السياسة المحلية هي التي دفعت الرئيس "رجب طيب أردوغان" للإقدام على مقامرة عالية المخاطر تتمثل في اتخاذه قرارين مثيرين للجدل في يوم واحد مؤخرا.

وذكر الكاتب، في مقال نشره موقع "بلومبرج" الأمريكي، أن القرار الأول هو عزل مدير المصرف المركزي وهو الثالث خلال عامين، أما القرار الثاني فهو الخروج من ميثاق إسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة.

وأوضح الكاتب أن "أردوغان" يحاول من خلال القرارين السابقين اللذين عرضاه لانتقادات دولية، تعزيز شعبيته وزيادة حظوظ حرب "العدالة والتنمية" في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجري بعد عامين.

وأشارت الكاتب إلى أن "أردوغان" يسعى عبر تعزيز شعبيته إلى اجراء انتخابات مبكرة لتغيير المشهد السياسي.

وأكد أن هذا هو التفسير الوحيد للتحركات الأخيرة، بما في ذلك قرار النائب العام إغلاق الحزب المؤيد للأكراد "حزب الشعب الكردي الديمقراطي".

وعقب الكاتب أنه لا يبدو أن منظور "أردوغان" جيدا في هذا الصدد، فاستطلاعات الرأي تظهر تراجعا مستمرا في شعبية حزب "العدالة والتنمية".

واستشهد الكاتب بنتائج دراسة مسحية في هذا الشهر أعدتها مؤسسة بحث في إسطنبول بأن حصة حزب العدالة من الأصوات هي أقل من 30%، وهي أدنى نسبة منذ عقدين.

ولكي تكون لدى "أردوغان" أي فرصة لمد حكمه إلى العقد الثالث فهو بحاجة لتغيير الوضع الراهن. وكانت قراراته في نهاية الأسبوع مصممة لهذا.

ورأى الكاتب أن معارضي "أردوغان" سيستغلون قراره بالخروج من ميثاق إسطنبول- الذي يحاول به الرئيس مغازلة الإسلاميين - لإقناع النساء بعدم التصويت له ولحزب "العدالة والتنمية".

وأشار الكاتب إلى أنه بالنسبة لرجل معروف بأنه يتخذ تحركات فيها مخاطر كبيرة، يعتبر القراران الأخيران لـ"أردوغان" مقامرة عالية.