نشرت صحيفة إماراتية تفاصيل مبادرة سودانية جديدة لحل أزمة مفاوضات "سد النهضة" المتعثرة.

وتشتمل المبادرة، التي نشرت تفاصيلها صحيفة "البيان"، إدخال قسم كامل في مسودة الاتفاقية للتعامل مع موضوع مشاريع التنمية المستقبلية. 

إذ سيتضمن القسم عدم مساس الاتفاقية بحقوق الأطراف في مشاريع التنمية المستقبلية، بجانب تنفيذ تلك المشاريع وفقا لمبادئ القانون الدولي، وبالتالي يحق لإثيوبيا أن تقوم بتعديل القيم العددية لتدابير التخفيف من الجفاف مع الحفاظ على الاحتمالية الكمية.

وأكدت المبادرة على أن تكون الاتفاقية التي سيتم توقيعها ملزمة قانونا، ولا يمكن تعديلها أو إنهاؤها دون موافقة الأطراف الثلاثة.

وشددت على أن تكون اتفاقية "سد النهضة" مقتصرة على ملء وتشغيل السد، إضافة إلى ذلك لا يمكن إجراء أي نقاش أو اتفاق حول تقاسم المياه بمعزل عن الدول المشاطئة الأخرى لنهر النيل.

وفي إطار اقتراح آلية تسوية المنازعات، تضمنت المبادرة نظاما تدريجيا من اللجنة الفنية التنسيقية، واللجنة الوزارية، ومن ثم المستوى السياسي الذي يضم "رؤساء الدول".

وأشارت إلى أنه في حال فشل تلك المستويات تتم تسوية النزاع من خلال عملية نهائية وملزمة، إما بالتحكيم أو الوساطة الملزمة، مع إمكانية إدراج خيارات إضافيه مثل إشراك الاتحاد الأفريقي في عملية ملزمة من خلال منحه حق التحكيم أو التوسط في المسألة محل النزاع أو تعيين وسيط، من أجل التخفيف من مخاطر سوء التصرف من قبل طرف واحد، بجانب اتخاذ قرار رؤساء الدول بالأغلبية بشأن الأمر المطروح.

وفيما يتعلق بالقضايا الفنية، يقترح السودان مناقشة الأمر من قبل اللجنة الفنية التنسيقية، والاتفاق على كميات تدفق إضافيه من المياه إذا كان مستوى "سد النهضة" أعلى من 605 فوق سطح البحر، لا سيما إذا كان متوسط التدفق إلى السد على مدى السنوات الهيدرولوجية الأربع بين 38 مليار متر مكعب و40 مليار متر كعب.

وحول قاعدة التشغيل السنوية، يتضمن المقترح السوداني تبادل "منحنى متوسط التشغيل السنوي" في مسودة الاتفاقية، ومع ذلك فإن مالك السد يعدل هذا المنحنى المتوسط كل عام، ويمكن أيضا تعديله مرة أخرى في وقت لاحق من العام.

كما نصت على "تحديد منحنى متوسط التشغيل السنوي الأولي وإرساله إلى البلدان، على أن يعتمد منحنى متوسط التشغيل السنوي بحلول نهاية موسم الأمطار، إضافة إلى تنفيذ الملء السنوي أثناء تشغيل السد في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وقد يستمر في سبتمبر/أيلول إذا كان التدفق في هذا الشهر أعلى من المتوسط".

وبخصوص التغيرات اليومية لتصريفات المياه من "سد النهضة" ولضمان التشغيل الآمن لـ"سد الروصيرص" السوداني، فإن السودان يقترح أن يكون التغيير اليومي في تصريفات "سد النهضة" أقل من 200 مليون متر مكعب في اليوم.

كما أبدت المبادرة "استعداد السودان للانتقال إلى 250 مليون متر مكعب في اليوم شريطة أن تناقش اللجنة الفنية التنسيقية وتتفق على قيمة ثابتة بين 200 إلى 300 مليون متر مكعب في اليوم أو أقل".

وكان السودان طلب رسميا، في الثالث عشر من الشهر الحالي، من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، الانضمام لوساطة رباعية إلى جانب الاتحاد الأفريقي، لإنقاذ مفاوضات "سد النهضة"، وهو المقترح الذي أيدته مصر، ورفضته إثيوبيا المتمسكة برعاية الاتحاد الأفريقي.

وسبق أن توسط كل من الولايات المتحدة والبنك الدولي، قبل أكثر من عام، في مفاوضات "سد النهضة"، غير أن وساطتهما لم تسفر عن نتائج.

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لسد النهضة، في يوليو المقبل، بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.