أكدت وسائل إعلام أمريكية، السبت، أن إغلاق الممر الملاحي بقناة السويس المصرية أعاد أزمة صناعة الشحن العالمية إلى مرحلة ما قبل التعافي من جائحة "كورونا".

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن صناعة الشحن انهارت في الموجة الأولى من الوباء لكنها تعافت بشكل أسرع بكثير وأبعد مما كان متوقعًا حيث أنفق المستهلكون الغربيون الأموال على السلع المنزلية، والتي غالبًا ما يتم استيرادها من آسيا، بدلاً من السفر والخدمات المحلية.

لكن إغلاق القناة يعيد فترة من الألم لسلاسل التوريد العالمية والأرباح غير العادية لصناعة الشحن التي تخدمها. ويراهن المستثمرون على العودة إلى الوضع الطبيعي القديم، لكن تاريخ الوصول يستمر في التأجيل.

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فقد ساعد الوباء وإغلاق القناة في تحقيق طفرة تاريخية في أسعار الشحن، إذ حطمت أرباح الربع الرابع للعملاق الدنماركي "A.P. Moeller-Maersk"، أكبر شركة شحن حاويات في العالم، الأرقام القياسية، ومن المتوقع أن يكون هذا الربع أفضل.

وسيزيد ازدحام السويس الاضطرابات في السوق، حيث يمر منها حوالي 12% من التجارة العالمية، وفقًا لشركة "ميرسك"، التي يوجد لها 9 سفن محتجزة بسبب هذا الإغلاق.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كلما زاد عدد السفن التي تتراكم أو تسلك الطريق الطويل حول إفريقيا، قد يستمر التأثير الضار على جداول الموانئ لأشهر، وبالنظر إلى السوق الضيقة، من المرجح أن ينتهي الأمر بسلاسل التوريد إلى سداد الفاتورة.

وقد يؤدي الإغلاق المطول لطريق الملاحة البحرية الرئيسي بين الغرب والشرق إلى جعل الأمور أسوأ بكثير، إذ ستؤدي التأخيرات أو عمليات التحويل المكلفة لطرق أطول إلى زيادة الضغط على الشركات التي تواجه بالفعل نقصًا في الحاويات وازدحامًا في الموانئ وقيودًا على السعة، وفقا لما أودته شبكة CNN.

ويؤخر غلق سفينة "إيفر جرين" لمجرى قناة السويس مرور شحنات السلع الاستهلاكية من آسيا إلى أوروبا وأمريكا الشمالية، وتتحرك المنتجات الزراعية في الاتجاه المعاكس.

وحتى أمس الجمعة، كانت نحو 237 سفينة، بما في ذلك ناقلات النفط وعشرات سفن الحاويات، تنتظر عبور القناة.

يذكر أن أكثر من 80% من التجارة العالمية يتم نقلها عن طريق البحر، فيما تضيف الاضطرابات الجارية مليارات الدولارات إلى تكاليف سلسلة التوريد.