تدرس هيئة قناة السويس المصرية، توسيع المجرى الملاحي، بعد حادث جنوح سفينة "إيفر جيفين" العملاقة، الذي أدى إلى انسداد القناة لمدة أسبوع.

وقال رئيس الهيئة الفريق "أسامة ربيع"، أنه يجري دراسة توسيع القناة السويس بعد حادث جنوح السفينة، مؤكدًا في الوقت نفسه أنها ليست بحاجة إلى زيادة عمقها.

وأوضح أن عمق القناة يصل في الوقت الحالي إلى 24 مترًا، أي ما يعادل 66 قدمًا.

والإثنين الماضي، انتهت أزمة السفينة الجانحة، التي دامت 6 أيام، فيما لا تزال بعض السفن العالقة تنتظر المرور خلال الساعات المقبلة.

ومرت 281 سفينة من إجمالي 422 سفينة كانت عالقة في القناة منذ جنوح السفينة، وذلك خلال الفترة ما بين السادسة من مساء الإثنين، إلى مساء الخميس (بالتوقيت المحلي)، حسب "ربيع".

ومن المقرر أن تعبر 80 سفينة أخرى، الجمعة، على أن تعبر بقية السفن العالقة مساء الجمعة أو صباح السبت على أقصى تقدير، وفق تقديرات السلطات المصرية.

((1))

وحول الخسائر المصرية جراء هذا التوقف، قال "ربيع"، إن خسائر الهيئة وحدها الناجمة عن توقف حركة السفن في الممر الملاحي، تتراوح ما بين 15 إلى 20 مليون دولار يوميًا.

لافتا إلى أن هذه الخسائر يضاف إليها أيضا، تحملته الهيئة من تكاليف عمل الكراكات والقاطرات المستخدمة لتعويم السفينة.

وأضاف أن هيئة قناة السويس لم تنته بعد من حصر الخسائر الناتجة عن حادث السفينة بعد.

وقال "ربيع"، إن هيئة القناة لم تتلق طلبات تعويض من السفن التي كانت عالقة في المجرى الملاحي نتيجة توقف الحركة، وأرجع ذلك إلى أن القناة لم تكن السبب وراء حادث السفينة، بل تضررت من الحادث.

وبشأن طلب هيئة قناة السويس تعويضات من الشركة مالكة سفينة "إيفر جيفين"، أشار رئيس الهيئة إلى أن "الأمر مازال قيد التحقيق".

يأتي ذلك في وقت قالت الشركة التايوانية المشغلة للسفينة، أنها غير مسؤولة عن أي أضرار مالية أو تعويضات نجمت عن الواقعة.

وبررت الشركة إعلانها، الخميس، بأنها "ليست مسؤولة عن التأخير في نقل أي شحنة بسبب الحادث".

وقال رئيس الشركة "إريك هسيه"، في أول إفادة صحفية بعد الحادث، إن "الاتفاقيات المبرمة مع العملاء لا تضمن وقت وصول الشحنات".

وتأثرت عشرات السفن التي استخدمت قناة السويس جراء الحادث، بما في ذلك "إيفر جيفن" نفسها، وجرى تحويل 3 سفن للدوران حول رأس الرجاء الصالح، وفقا لـ"هسيه"، الذي ألقى بمسؤولية التعويضات على الشركة اليابانية المالكة للسفينة "شوي كيسن".

وأضاف: "تعرضنا للمخاطر من حادثة إيفر جيفن منخفض للغاية، وحتى لو كانت هناك أضرار، فسيتم تغطيتها بالتأمين. لكن الشركة غير مسؤولة عن تأخير البضائع"، وفقا لما أوردته صحيفة "نيكي" اليابانية.

وتابع الحادث وقع أثناء النقل، وخلال هذه الظروف يتحمل مالك السفينة المسؤولية تعاقديا، مضيفا: "شركتنا مسؤولة فقط عن الشحنة نفسها، وهي مغطاة من قبل شركة التأمين".

وتأتي تصريحات رئيس "إيفر جيفن" وسط توقعات بمطالبات قانونية من جميع الأطراف، حيث يمكن لمالكي البضائع على متن السفن التي تعطلت مسيرتها جراء غلق المجرى الملاحي لقناة السويس المطالبة بتعويض عن التأخير من شركات التأمين الخاصة بهم.

ويمكن لشركات التأمين على هذه البضائع بدورها رفع دعاوى ضد مالكي "إيفير جيفن"، الذين سيتطلعون بعد ذلك إلى شركات التأمين الخاصة بهم من أجل الحماية.