جدد السودان، الإثنين، دعوته لتغيير "منهجية التفاوض" حول "سد النهضة" بعد تسبب إثيوبيا في إهدار المجهودات السابقة في التفاوض، على حد قوله.

وقالت وزيرة الخارجية السودانية، "مريم الصادق المهدي"، في كلمتها خلال جلسة المباحثات الوزارية التي بدأت بكينشاسا عاصمة الكونجو الديمقراطية، الإثنين: "إن الجولات السابقة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي برئاسة جنوب أفريقيا لم تكن مجدية وأهدرت 200 يوم من المفاوضات، وكانت نتيجتها تراجعا حتى عما تم تحقيقه بالفعل والاتفاق عليه في الجولات الأسبق".

وأضافت أن "السودان لا يزال يدعو إلى نهج جديد من أجل تجنب سلبيات الماضي ويدعو الاتحاد الأفريقي إلى قيادة جهود الوساطة والتيسير، لتجاوز جمود المفاوضات".

وقدمت وزيرة الخارجية السودانية رؤية بلادها لمستقبل المفاوضات، تتمثل في صيغة 1 + 3 والتي تعني قيادة الاتحاد الأفريقي للوساطة بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، في إطار وساطة وتيسير فعال يبني على ما تم تحقيقه خلال جولات التفاوض السابقة، لحسم القضايا العالقة والوصول لاتفاق عادل وملزم لملء وتشغيل "سد النهضة".

وجددت رفض السودان لأي ملء أحادي الجانب قائلة "إن الصراع على الموارد هو المستقبل غير المرغوب فيه لأفريقيا، ولابد من التوصل لحلول مبتكرة واتفاقيات لتبادل المنافع تجنب الشعوب صراعات لا طائل من ورائها وتبدد الطاقات".

وكانت "المهدي" قد أكدت أن الملء الأول لسد النهضة الإثيوبي أدى إلى أسبوع من العطش في بلادها وأثر على الري واحتياجات الثروة الحيوانية والمنازل والصناعة، خاصة في العاصمة الخرطوم، محذرة من الأضرار الخطيرة التي سيحدثها الملء الثاني للسد دون تنسيق.

والسبت، انطلقت المفاوضات بين وفود الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا في العاصمة كينشاسا، بوساطة الكونجو الديمقراطية، التي تترأس الاتحاد الأفريقي، وتستمر الإثنين.

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎ البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.