وصل رئيس وزراء كوريا الجنوبية "تشونج سي كيون"، مساء الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 44 عاماً، تتصدرها مباحثات حول أزمة الأرصدة الإيرانية المجمدة لدى بنكين في سيول بسبب العقوبات الأمريكية، والتي تقدر بـ7 مليارات دولار.

ومن المقرر أن يلتقي "كيون"، الأحد، نائب الرئيس الإيراني "إسحاق جهانجيري"، قبل أن يجري، الإثنين والثلاثاء، لقاءات مع الرئيس الإيراني "حسن روحاني" ورئيس البرلمان "محمد باقر قاليباف"، ومستشار المرشد الأعلى "علي لاريجاني".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "سعيد خطيب زادة" قد أكد، يوم الجمعة الماضي، صحة إعلان وزارة خارجية كوريا الجنوبية بشأن إفراج طهران عن ناقلة نفط محتجزة لسيول منذ يناير/كانون الثاني الماضي.

واحتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة يوم 4 يناير/ كانون الثاني بدعوى تلويثها مياه المنطقة، لكن مراقبين ربطوا بين الحادث ورفض سيول الإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة لديها، تقدر بنحو 7 مليارات؛ بسبب العقوبات الأمريكية، وهو ما سبق أن نفته إيران.

وأجرت طهران وسيول، خلال السنتين الماضيتين، مباحثات عدة حول الإفراج عن هذه الأموال لكن جهودهما كانت تواجه رفضاً أمريكياً.

وبعد تولي الرئيس الأمريكي "جو بايدن" السلطة، كثفت إيران وكوريا الجنوبية مفاوضاتهما عسى أن تسمح واشنطن في ظل الإدارة الجديدة بالإفراج عن هذه الأموال، لكن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" أكد، الشهر الماضي، في إفادة أمام الكونجرس، عدم سماح الإدارة الأمريكية بالإفراج عنها.

ونقلت وسائل إعلام كوريا الجنوبية، الأربعاء الماضي، عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن الإفراج عن الناقلة وطاقمها جاء بعد حوار بشأن رفع احتجاز الأموال الإيرانية، ما دفع مراقبين للاعتقاد بأن سيول تلقت موافقة أمريكية بالإفراج عن الأرصدة الإيرانية مقابل الإفراج عن ناقلتها.

يأتي ذلك فيما تخوض طهران وواشنطن مفاوضات غير مباشرة في فيينا، منذ الجمعة الماضي، وتعقد جولتها الثانية، الأحد.

وليس واضحاً بعد ما إذا كانت الموافقة الأمريكية على الإفراج عن الأموال الإيرانية جاءت كبادرة حسنة نية لإظهار جديتها في المفاوضات لبناء الثقة مع الجانب الإيراني، أم في سياق صفقة وتفاهمات وراء الكواليس مع طهران.

ولطالما كانت طهران مزودا أساسيا للنفط إلى كوريا الجنوبية، الفقيرة بالموارد، إلى أن حظرت واشنطن عمليات الشراء ضمن عقوباتها الاقتصادية على إيران.