تعرض الرئيس التونسي "قيس سعيد" لانتقادات حادة من قبل سياسيين في بلاده، بسبب التصريحات التي أدلى بها خلال لقائه نظيره المصري "عبدالفتاح السيسي" والتي تطرق خلالها إلى الأزمة التونسية.

وكان حزب "الأمل" التونسي، أحدث المنتقدين لـ"سعيد"، إذ قال في بيان إنه "على ضوء ما جاء في الندوة الصحفية المشتركة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وقيس سعيد بمناسبة زيارته إلى مصر، يتضح أن الملف الداخلي التونسي مثل محورا هاما في المحادثات بين الطرفين".

وأضاف: "حول هذه المسألة يهم حزب الأمل أن يوضح أن إثارة الخلافات التونسية الداخلية مع دول خارجية، ولو كانت شقيقة، يعد إقحاما للقوى الإقليمية في الشأن الداخلي التونسي، ويمثل تهديدا للأمن القومي، ويذكر في هذا المجال بما قاله الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بمناسبة زيارته إلى مصر عام 2015، بأن السياسة الخارجية لتونس تقوم على مبدأ أهل مكة أدرى بشعابها ولا تدخل في الشؤون الداخلية للدول".

وأشار "الأمل" إلى أن "الصراع التونسي ضد الإسلام السياسي ومن أجل التغيير، مسألة داخلية تونسية يخوضها الشعب التونسي من خلال الأطر الشرعية وبالاحتكام إلى صندوق الاقتراع".

ولفت الحزب إلى أن "التصدي للإسلام السياسي لا يكون بمحاولات التدويل، أو بتعطيل أعمال البرلمان وعرقلة إرساء المحكمة الدستورية، أو بتصدير الصراعات الحزبية إلى الشارع، أو الاعتداء على المواقع السيادية الحساسة، كما حصل ذلك في الأيام الأخيرة".

وجدد دعوته الشعب التونسي وقواه السياسية والاجتماعية إلى "تجنب دعوات الردة على الثورة والارتداد على مؤسساتنا الديمقراطية الناشئة وإلى الانخراط في معركة التغيير حتى النصر''.

وخلال زيارته مصر مؤخرا، وصف الرئيس التونسي الوضع السياسي في بلاده بأنه "مؤلم ومرهق ومقرف"، مطالبا بتوفر إرادة سياسية لحل الأزمة.

وآنذاك، لقيت زيارة "سعيد" إلى القاهرة انتقادات من سياسيين تونسيين، أبرزهم رئيس البلاد الأسبق "محمد المنصف المرزوقي".

وتعيش تونس على وقع أزمة سياسية كبيرة، إثر رفض الرئيس اعتماد حكومة "هشام المشيشي"، رغم حصولها على ثقة البرلمان، بزعم وجود شبهات فساد على بعض أعضائها، لكن الأزمة تطورت، حيث بات "سعيد" يطالب باستقالة "المشيشي"، وهو ما يرفضه الأخير.