سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على ما أثارته الأنباء حول خطط إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" سحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول، من انقسامات وصراعات في واشنطن أسفرت عن إرباك الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة في تقرير الأربعاء، أنه مع بعض الاستثناءات القليلة، اتسمت الاستجابة لهذه الخطوة بالصمت نسبيًا، مما يعكس حربًا تطورت بمرور الوقت من الأخبار في الصفحة الأولى إلى درجة أدنى وإن كانت تتسم دوما بكونها حربا دامية، والتي نسي العديد من الأمريكيين أن الولايات المتحدة كانت تخوضها.

وأضافت أنه من المقرر أن يبقي القرار على أكثر من 3 آلاف جندي أمريكي على الأرض في أفغانستان إلى ما بعد الموعد النهائي للانسحاب الذي أعلنته إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب" في الأول من مايو/أيار، ولكنه يشير إلى ما يخطط "بايدن" لتقديمه كنهاية حاسمة لـ"الحرب الأبدية" الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الإدارة الأمريكية، قولهم إن "بايدن" حدد موعدا محددا لانسحاب القوات الأمريكية، ويأمل في تجنب زيادة أعمال العنف، إذ هددت حركة طالبان برفع مستوى العنف في أفغانستان إذا ما أبقت الولايات المتحدة على قواتها بعد الأول من مايو/أيار المقبل.

وانتقدت السيناتور الديمقراطية "جين شاهين" من ولاية نيو هامبشاير والتي كانت تدعم التدخلات الأمريكية في أفغانستان والعراق منذ ما يقرب من عقدين، "بايدن"، قائلة "إن قراره قد يشجع طالبان على زيادة زعزعة استقرار البلاد".

وقالت في تغريدة على "تويتر": "أشعر بخيبة أمل كبيرة في قرار الرئيس الأمريكي لتحديد موعد نهائي في سبتمبر/أيلول للابتعاد عن أفغانستان، على الرغم من أن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بالتنسيق مع حلفائنا، إلا أن واشنطن قد ضحت كثيرًا لتحقيق الاستقرار في أفغانستان لتتركها الآن بدون ضمانات على إمكانية تحقيق مستقبل آمن".

وأشاد ديمقراطيون آخرون، كانوا أكثر انتقادا للحرب، بالإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية.

وكتبت السيناتورة "إليزابيث وارين" من ولاية ماساتشوستس في بيان: "يدرك بايدن حقيقة أن استمرار وجودنا هناك لا يجعل الولايات المتحدة أو العالم أكثر أمانًا عامًا بعد عام، أخبر القادة العسكريون الكونجرس والشعب الأمريكي بأننا أخيرًا نتجاوز الأزمة في أفغانستان، لكننا في النهاية كنا ندور فقط في حلقة مفرغة".

ورغم ذلك، حافظ بعض كبار الديمقراطيين في لجان الكونجرس التي تشرف على نشر القوات والسياسة في المنطقة على هدوء واضح.

وقال مكتب السيناتور "روبرت مينينديز" من نيوجيرسي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، إنه لم يعلق بعد على الإعلان، لأنه ينتظر إحاطة رسمية من الإدارة الأمريكية بشأن التفاصيل.

وكشفت مصادر أمريكية الثلاثاء، أن "بايدن" سوف يقوم بسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان خلال الأشهر المقبلة، بحلول أو قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.

ومن شأن ذلك أن يوتر هذا الأجواء مع حركة "طالبان"، ويهدد اتفاق الدوحة الذي ينص على انسحاب أمريكا قبل أول مايو/أيار المقبل.

وكانت "طالبان" قد تعهدت باستئناف هجماتها على أفراد القوات الأمريكية وحلف شمالي الأطلسي إذا لم تغادر القوات الأجنبية بحلول الموعد النهائي المتفق عليه مع الإدارة الأمريكية السابقة بوساطة قطرية.

ورسميا هناك 2500 جندي أمريكي في أفغانستان، بجانب ما يصل إلى 7000 جندي أجنبي تابعين غالبيتهم من دول تحالف شمال الأطلسي "الناتو".