الروس يستمرون في تحقيق أهدافهم دون انتقاد (إسرائيل)

الخميس 22 أكتوبر 2015 06:10 ص

حلم الذين يحلمون بيننا – الذين رأوا قبل عقدين كيف أن منطقتنا تتحول إلى «شرق أوسط جديد» – آخذ في التحقق في هذه الأيام أمام أعيننا.

ليس هذا شرق أوسط للسلام والازدهار والاستقرار، وليس شرق أوسط المسؤولة عنه هي الولايات المتحدة. إنه شرق أوسط لعدم الاستقرار وللتطرف الديني، ولكن بشرق أوسط تتحكم فيه كل من روسيا وإيران، ومن يفرض الأحداث هو السكاكين في القدس.

إن حلم إقامة شرق أوسط جديد في منطقتنا استند في التسعينيات على قوة الولايات المتحدة التي هزمت الرئيس العراقي «صدام حسين» واحتلت بعد ذلك العراق ودفعت إيران إلى الزاوية. روسيا في تلك الفترة كانت دولة ضعيفة ومحطمة، وبصعوبة تقف على قدميها. قوة الولايات المتحدة دفعت الزعماء العرب إلى التقرب من الامريكيين. وكما تعلم «أنور السادات» في حينه: «الطريق إلى واشنطن وإلى قلب الامريكيين تمر باتفاق سلام مع إسرائيل».

لكن مياه كثيرة تدفقت منذ ذلك الحين في نهر الأردن. والسلام لم يضرب جذوره، لا سيما في قلب الشارع العربي، ولم ينقذ العالم العربي من ضائقته، ولم يوقف التطرف الديني الذي انتشر فيه. الولايات المتحدة ملت وقررت ترك المنطقة، وفي جميع الأحوال فقدت قوة تأثيرها في المنطقة ولم تعد تتحكم بما يحدث هناك.

لكن في منطقتنا ليس هناك فراغ. فروسيا وإيران تقومان بملء مكان الأمريكيين، وتحول الخط الشيطاني من أمس إلى الخط المركزي الذي تستند إليه المنطقة اليوم. الروس يعمقون تدخلهم وسيطرتهم في سوريا، وإيران تفعل ذلك في العراق، ومصر لا تخفي رغبتها في أن تكون جزءً من هذا المحور الذي باتت أنظمة عربية كبيرة ترتبط به.

(إسرائيل) ليست شريكة طبيعية أو مرغوب فيها في الحلف الروسي – الإيراني الذي يريد السيطرة على الشرق الأوسط. لكن بالنسبة للروس على الأقل، (إسرائيل) ليست خصما أو عدوا.

روسيا تريد ضرب الأمريكيين وإبعادهم عن المنطقة، وفي نفس الوقت تريد وقف التطرف الديني الذي قد يصل إلى أبواب موسكو.

الروس يفهمون ما لم تدركه واشنطن بعد – لا توجد علاقة بين انتشار «الدولة الإسلامية - داعش» وبين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأن تقدم المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لن يوقف التطرف أو الجنون في المنطقة. لذلك يركز الروس على أهدافهم ولن نسمع منهم تنديد ضد (إسرائيل) وهي تعمل على إعادة الهدوء إلى شوارعها.

لكن روسيا تساعد إيران في نفس الوقت، على تقوية وجودها في المنطقة. و(إسرائيل) وإيران مثل روسيا والولايات المتحدة – تتنافسان على التأثير وعلى المكانة، لذلك يدور بينهما صراع يصعب حله ومن شأنه أن يتصاعد.

الروس والإيرانيون، لا سيما حلفائهما من حزب الله والرئيس السوري «بشار الأسد»، يتحدثون علنا عن «الشرق الأوسط الجديد» الذي ستكون سوريا حجر الأساس فيه بعد أن تعزز روسيا وإيران تواجدهما وتضربان المتمردين في سوريا. ومن هناك ستذهبان إلى العراق ويمكن إلى لبنان ايضا، وستتعزز مكانتهما في مصر. الولايات المتحدة هي الحليفة الاستراتيجية لإسرائيل وستبقى هكذا. فهي تأتي وتذهب ولا بد أن تعود بكامل قوتها إلى المنطقة. لكن في السنوات القريبة سيكون الشرق أحمرا (رمز الاتحاد السوفييتي سابقا)، والمركز سيكون، كما يبدو، موسكو.

مثل الأمريكيين، قد يكتشف الروس مع الوقت أن كبح الراديكالية والتطرف هو أمر صعب وأن القضاء على «داعش» ليس هدفا فوريا. فهم بحاجة إلى وجود التنظيم في عمق الصحراء لتبرير تواجدهم في المنطقة. لكن خلال السنوات القادمة سيكونون هم أصحاب البيت. أما في واشنطن فتستمر وزارة الخارجية في إسماع الاحتجاج أو دعوات التهدئة دون أن يستمع أحد من خارج الولايات المتحدة.

  كلمات مفتاحية

روسيا (إسرائيل) الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التطرف الديني الشرق الأوسط الدولة الإسلامية أمريكا

تدريبات روسية إسرائيلية مشتركة لضمان أمن الطيران فوق سوريا

روسيا و«إسرائيل» تبدأن مباحثات للتنسيق العسكري في سوريا

«نتنياهو» طلب من «بوتين» التوسط بين بلاده وإيران

لقاء نتنياهو- بوتين لتوضيح مخاطر وجود وسائل قتالية متطورة في سوريا

«نتنياهو»: محادثات موسكو لمنع المواجهة بين قوات روسيا و(إسرائيل) بالمنطقة