استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لقاء نتنياهو- بوتين لتوضيح مخاطر وجود وسائل قتالية متطورة في سوريا

الأربعاء 23 سبتمبر 2015 12:09 م

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيلتقي اليوم في موسكو مع الرئيس الروسي بوتين في ظل ازدياد التدخل العسكري الروسي في سوريا. نشرت أمس صور القمر الصناعي الأولية من الموقع الجوي الذي تنشئه روسيا في منطقة الشاطيء العلوي في شمال سوريا بالقرب من اللاذقية، حيث وثقت ايضا طائرات قتالية متطورة من نوع سوخوي30 (حسب رواية اخرى سوخوي27).

نتنياهو الذي ضم بشكل استثنائي رئيس شعبة الاستخبارات في هيئة الاركان، الجنرال هرتسي هليفي، ورئيس الاركان في اللحظة الاخيرة، سيخصص جزء كبير من حديثه مع بوتين لمحاولة منع الاحتكاك المباشر بين اسرائيل وروسيا في الساحة الشمالية على ضوء الوضع الجديد.

وحسب اقوال خبراء في سلاح الجو الروسي فان المهمة الاساسية لطائرات سوخوي هي ضمان التفوق الجوي وليس الهجوم. هذه الحقيقة تؤكد فرضية أن روسيا لم ترسل قواتها الى المنطقة لمحاربة تنظيم داعش فقط، بل يريد الروس تعزيز تواجدهم الحقيقي في سوريا. ومن اجل الدفاع عن المعسكر الذي يتم بناؤه سينشرون ايضا مضادات الطائرات والقوات البرية الصغيرة، الدبابات، والقاذفات والوحدات الخاصة، الامر الذي يُذكر بسلوك روسيا في الحرب في اوكرانيا.

اضافة الى الرغبة في تقليص خطر الصدام بين الطائرات القتالية الاسرائيلية والروسية في سماء سوريا أو لبنان، فانه يمكن رؤية زيارة نتنياهو في السياق الاوسع على خلفية العلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن. ورغم أن نتنياهو قال في الاسبوع الماضي إن المحللين قد اخطأوا حينما حذروا من انهيار العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة في أعقاب الخلاف على توقيع الاتفاق النووي الايراني، فان زيارته الحالية في موسكو قد تُفسر على أنها لدغة اسرائيلية لواشنطن.

وتعكس الزيارة عدم ثقة نتنياهو بقدرة ونوايا الولايات المتحدة للحفاظ على مصالح اسرائيل الامنية. واذا كان رئيس الحكومة يعتقد أن الرئيس اوباما لم يدافع عن اسرائيل بما يكفي في اتفاق فيينا، فانه يشك فيه فيما يتعلق بالملف السوري. في الوقت الذي تعلن فيه وسائل الاعلام في الولايات المتحدة أن أوباما متردد حول تصرفه في أعقاب الخطوة الروسية المفاجئة، ويفكر بالحديث مباشرة مع الرئيس بوتين، فان نتنياهو يسبقه ويسافر الى موسكو بنفسه.

لا يمكن لهذه الزيارة أن تكون بشرى جيدة في واشنطن، لا سيما أنها قادت حملة تنديدات وعقوبات ضد موسكو بسبب تدخلها في الحرب في اوكرانيا في الصيف الماضي (اسرائيل امتنعت عن اتخاذ أي موقف بخصوص هذا الامر وروسيا قامت بمكافئتها برد معتدل على سلوكها في حرب غزة).

نتنياهو يسارع للخروج الى موسكو رغم أنه، خلافا لاوباما، لا توجد له رافعة حقيقية يضغط بواسطتها على المصالح الروسية في سوريا. ويبدو أن نتنياهو يعتقد أنه قادر على التأثير لأن كثير من قادة المنطقة – الرئيس المصري، الملك الاردني، أمراء الخليج، السعودية، أبو ظبي وممثل حرس الثورة الايراني – يتوجهون الى موسكو.

تحول السياسة الروسية في سوريا بدأ قبل شهر. وقد جاء الاعلان الاول عن ذلك في وسائل الاعلام الاسرائيلية حيث كتبت “يديعوت احرونوت” أن هناك طائرات روسية في شمال سوريا. وبعد ذلك ببضعة ايام بدأت وسائل الاعلام الامريكية تتحدث عن هذا الامر. وسارعت اسرائيل الى نشر هذه التطورات لدفع الولايات المتحدة للتدخل. وها هو نتنياهو يضيف الى ذلك زيارته في روسيا.

مصادر أمنية اسرائيلية مطلعة على تحضيرات الزيارة قالت إن الجانب الامني لها سيركز على عدد من المواضيع الاساسية التي تتعلق بالوضع في الساحة الشمالية. فاسرائيل تريد ضمان أن مجيء الطائرات الروسية الى المنطقة لن يقيد حركة طائرات سلاح الجو في الحدود الشمالية، ولن يؤدي الى حوادث أو معارك جوية غير مرغوب فيها.

لذلك ستكون هناك محاولة لوضع قوانين للحذر والتنسيق بين الاطراف. اسرائيل ستقول لروسيا إنها لن تتخذ أي موقف لصالح أحد الاطراف في الصراع بين نظام الاسد والمتمردين، وإن الحالات التي ستتدخل فيها فيما يجري في سوريا ستكون عند تجاوز الخطوط الحمراء – الارهاب من سوريا ضدها، أو محاولة نقل السلاح المتطور من سوريا الى حزب الله في لبنان.

هذان الخطان الاحمران يرتبطان بروسيا. فاغلبية السلاح المتطور الذي تحصل عليه سوريا هو سلاح روسي. وقد أعلن مكتب نتنياهو أنه سيحذر الروس من تأثير وجود وسائل قتالية متطورة في سوريا ستصل الى أيدي حزب الله. وفيما يتعلق بالارهاب فان اسرائيل قلقة من دور الشريكة الثالثة في المحور الذي يحافظ على نظام الاسد – ايران.

فقد سجل في السنة الاخيرة عدد من العمليات من المناطق التي يسيطر عليها نظام الاسد في حدود اسرائيل الشمالية في الجولان. وقد أصيب عدد من خلايا حزب الله والجهاد الاسلامي والتنظيمات الدرزية المحلية، بسبب القصف الجوي الذي نُسب لاسرائيل. اسرائيل ستطلب من روسيا المساعدة على كبح الهجمات التي تقودها ايران في الحدود الشمالية.

موضوع آخر يهم اسرائيل يتعلق بمصير مئات آلاف الدروز في “جبل الدروز″ في جنوب سوريا قريبا من حدودها مع الاردن. وقد بذل الدروز الجهود في الاشهر الاخيرة للابتعاد عن نظام الاسد، حيث يتعرضون للتهديد من الشرق والغرب من القوات السنية المتمردة. وقد توجهت اسرائيل في السابق للولايات المتحدة وطلبت مساعدة الدروز في اسرائيل وهضبة الجولان بسبب قلقهم على أبناء الطائفة في سوريا. ويمكن أن يتم تقديم طلب شبيه لبوتين.

اللعبة المركزية

اسرائيل في نهاية المطاف هي لاعبة ثانوية في الدراما السورية. والتدخل الروسي المتزايد هو استراتيجية أوسع. وفي مقال نشر هذا الاسبوع للباحث الاسرائيلي د. ديما ادامسكي في مجلة “فورين أفيرز″، وصف سياسة روسيا الحالية في المنطقة على اعتبار أنها تكرار موسع لعملية “القفقاص”، وهي التدخل السوفييتي لصالح مصر في حرب الاستنزاف قبل 45 سنة.

أدامسكي، الباحث بمركز الابحاث في هرتسليا، كتب أن العملية اعتبرت في حينه نجاحا كبيرا لأن إرسال القوات والمستشارين ساعد في إنقاذ النظام المصري وعمل على ردع اسرائيل.

أما التدخل الروسي في الشرق الاوسط فيهدف لخدمة الاهداف السامية:

تحقيق مكانة اقليمية موازية لمكانة الولايات المتحدة، اضافة الى اهداف ثانوية – انشاء منطقة عازلة ضد المجاهدين الذين قد يلحقون الضرر بالاراضي الروسية من الجنوب (الكرملين يعتبر داعش تهديدا فوريا على الامن القومي الروسي)، واستعراض القوة في الجهة الشمالية الشرقية للبحر المتوسط وتوقيع اتفاقات اقتصادية كبيرة، بما فيها صفقات السلاح.

وكتب الباحث ادامسكي أن روسيا تعتقد أن “الربيع العربي” الذي اندلع قبل خمس سنوات هو نتيجة للسياسة الامريكية الخاطئة في الشرق الاوسط. والاهتزاز الذي اصاب العالم العربي يضر المصالح الروسية في المنطقة، لا سيما عندما سقط نظام القذافي في ليبيا وتعريض نظام الاسد في سوريا للخطر. كل ذلك شجع روسيا على العمل سياسيا – وعسكريا في الآونة الاخيرة – في المنطقة. واضافة الى المساعدة التي قدمتها موسكو للاسد، فهي تسعى مؤخرا الى تحسين العلاقة مع الدول السنية – مصر، الاردن، السعودية ودول الخليج. ولم يكن لروسيا أي دور مركزي في تفكيك السلاح الكيميائي السوري قبل سنتين، في حين أنها ساعدت على بلورة الاتفاق النووي الايراني في فيينا.

لقد عملت روسيا مؤخرا على تعزيز العلاقة بين مصر وسوريا، وهي تسعى الى ترجمة تأثيرها من خلال صفقات السلاح والصفقات الاقتصادية مع دول المنطقة. نتنياهو وآيزنكوت سيلتقيان في موسكو مع لاعب اقليمي له تأثير كبير، توقف منذ زمن عن التسليم بمكانته الثانوية حيال الولايات المتحدة.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل نتنياهو بوتين سوريا الولايات المتحدة الشرق الأوسط إيران

الكرملين يعلن الاتفاق على نقاط تعاون بين روسيا وإسرائيل بشأن سوريا

«نتنياهو» طلب من «بوتين» التوسط بين بلاده وإيران

الروس يستمرون في تحقيق أهدافهم دون انتقاد (إسرائيل)

لقاء «نتنياهو» و«بوتين» في باريس