دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية المجتمع الدولي إلى معاقبة الصين على الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية بحق مسلمي الإيجور في إقليم شينجيانج.

ونشرت المنظمة تقريرا الإثنين، بشأن وضع حقوق الإنسان في إقليم شينجيانج، حيث يعيش غالبية مسلمي الإيجور، رسم صورة قاتمة للانتهاكات التي يعيشها المسلمون هناك.

وقال التقرير إن القيادة الصينية مسؤولة عن السياسات الممنهجة واسعة النطاق للاعتقال الجماعي والتعذيب والاضطهاد الثقافي، إلى جانب جرائم أخرى.

وأشارت المنظمة إلى أن "هناك حاجة لتحرك دولي منسق لفرض عقوبات على هؤلاء المسؤولين والتأكيد على مبدأ المساءلة والمحاسبة والضغط على الحكومة الصينية لكي تعكس المسار".

كما دعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في هذه الاتهامات.

وقال التقرير إن مسلمي الإيجور يتعرضون لمحو هويتهم الثقافية والدينية إلى جانب تعرضهم إلى العنف الجنسي.

وقالت مديرة قسم الصين بالمنظمة "صوفي ريتشاردسون": "بات واضحا بشكل متزايد أن هناك حاجة لاستجابة دولية منسقة من أجل وضع حد للجرائم ضد الإنسانية وضد المسلمين الإيجور" التي ترتكبها الصين.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤخرا عقوبات على الصين بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان في إقليم شينجيانج، وردت الصين بعقوبات مضادة.

وتتهم منظمات حقوقية الصين باحتجاز ما يصل إلى مليون شخص من الإيجور المسلمين، الذي يقترب إجمالي عددهم من 11 مليون شخص، بمعسكرات اعتقال في شينجيانج منذ عام 2017، وإخضاع من لم يتم احتجازهم لمراقبة مكثفة، فضلا عن فرضها قيودا دينية عليهم، واستغلالهم في أعمال قسرية.

وتزعم الصين أن هذه المعسكرات هي "مراكز تدريب مهني" تهدف إلى إبعاد السكان عن "التطرف الديني والنزعات الانفصالية بعد ارتكاب أفراد من الإيجور العديد من الاعتداءات الدامية ضد مدنيين".

وفي يونيو/حزيران الماضي، طالبت الولايات المتحدة الصين "بالوقف الفوري" لعمليات التعقيم القسري لأفراد أقلية الإيجور المسلمة "في إطار حملتها القمعية".

وقال بيان لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" آنذاك إنه "وردت تقارير تفيد بأن الحزب الشيوعي الصيني يفرض على الإيجور التعقيم القسري، والإجهاض القسري، والتنظيم الأسري القسري وسياسة تحديد النسل".

وآنذاك، طالب البيان السلطات الصينية "بالتوقف فورا عن هذه الممارسات الرهيبة وندعو كافة الدول للانضمام إلى الولايات المتحدة في المطالبة بوقف هذه الانتهاكات اللاإنسانية".

واعتبر "بومبيو" أن "المعلومات الصادمة التي كشفها الباحث الألماني أدريان زينز متسقة للأسف مع سلوك انتهجه الحزب الشيوعي الصيني على مدى عقود، يظهر ازدراء مطلقا للطابع المقدس للحياة والكرامة الإنسانية".