أعلن قائد القوات الأجنبية في أفغانستان، الجنرال الأمريكي "سكوت ميلر"، الأحد، أن القوات الأجنبية بدأت في الانسحاب المنظم وإخلاء قواعدها العسكرية من البلد التي مزقتها الحرب.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها "ميلر" خلال مؤتمر صحفي بكابول، أكد فيها أن القوات الأمريكية وحلفائها ستسلم كافة القواعد العسكرية للقوات الأفغانية.

وقال "ميلر" إنه ينفذ قرار الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بإنهاء أطول حرب أمريكية، استنادا إلى أن هذه الحرب الطويلة في أفغانستان لم تعد من الأولويات الأمريكية.

وتابع: "كافة قواتنا تستعد الآن للتراجع.. سيكون يوم الإخطار الرسمي بالانسحاب هو الأول من مايو (أيار)، لكن في الوقت ذاته بدأنا في اتخاذ إجراءات بالفعل".

وذكر "ميلر"، الذي أدان الزيادة الأخيرة في الهجمات التي شنتها حركة طالبان في أفغانستان، أن "الهجمات المتصاعدة من قبل المتمردين تترك أثارا سلبية على عملية السلام في البلاد"، معقبا: "يجب على طالبان الحد من العنف".

وأضاف أن القوات الأجنبية ستظل تمتلك "الوسائل العسكرية والقدرة على حماية نفسها بشكل كامل خلال عملية الانسحاب وستدعم قوات الأمن الأفغانية".

ومضي قائلا: "لقد أتيحت لي الفرصة للتحدث مع أعضاء بحركة طالبان وأبلغتهم أن العودة للعنف ومحاولة فرض قرار عسكري، ستكون مأساة لأفغانستان والشغب الأفغاني".

وحكمت طالبان البلاد من عام 1996 إلى عام 2001، عندما أطاحت بها القوات الأجنبية، ومنذ ذلك الحين، شن عناصر الحركة تمردا طويلا ويسيطرون الآن على مساحات شاسعة من الأراضي.

وقال خبراء أمنيون في الأسابيع الأخيرة، إنهم يشكون فيما إذا كانت طالبان ستسمح للقوات الأمريكية التي تسميهم "الغزاة"، من الخروج السلمي في وقت لم تنحصر فيه الاشتباكات بين القوات الأفغانية وطالبان

وتماشيا مع إعلان الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، ستغادر كافة القوات الأمريكية أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول، بالتزامن مع الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وبدأ انتشار القوات الأجنبية في أفغانستان، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001، عندما أطلقت واشنطن ولندن عملية "الحرية الدائمة"، وانضم لهما فيما بعد حلفاء وشركاء من الناتو، بعد أن سمحت الأمم المتحدة بقوة المساعدة الأمنية الدولية في 20 سبتمبر/أيلول 2001.

ويتمركز في أفغانستان، حاليا، إجمالي 952 جنديا من 36 دولة، وتتصدر الولايات المتحدة القائمة بـ2055 جندي.