يبدأ قاضي إيطالي، الخميس، النظر في أدلة سيقدمها ممثلو النيابة ضد 4 من مسؤولي أجهزة الأمن المصرية متهمين بقتل الباحث "جوليو ريجيني" عام 2016.
و"ريجيني" (26 عاما) هو طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، وكان يجري بحثا في القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، ثم اختفى لتسعة أيام، وبعدها عثر على جثته وعليها آثار تعذيب في فبراير/شباط 2016.
وعقب العثور على جثة "ريجيني"، توترت العلاقات بين القاهرة وروما بشكل حاد، خاصة في ظل اتهام وسائل إعلام إيطالية لأجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تعذيبه وقتله، وهو ما نفته القاهرة مرارا.
وسيبدأ القاضي النظر في إحالة القضية، إن كان هناك ما يستدعي ذلك، إلى محاكمة كاملة، وفق "بي بي سي".
وبحسب المصدر ذاته، "إذا حدث ذلك، فمن المستبعد جدا أن تسلم مصر الرجال الأربعة، لكن إدانتهم غيابيا قد توفر بعض الراحة لوالدي جوليو ريجيني، اللذين ناضلا بلا كلل من أجل تحقيق شكل من أشكال العدالة".
وأغلقت السلطات المصرية "مؤقتا" ملف التحقيق في القضية في ظل بقاء مرتكب واقعة القتل "مجهولا".
لكن يشتبه محققون إيطاليون في استهداف قوات الأمن المصرية الطالب بسبب أبحاثه بشأن النقابات العمالية المستقلة، وهو موضوع مثير للجدل السياسي في مصر.
وتنفي السلطات المصرية ذلك، وقدمت تفسيرات مختلفة أخرى لمقتله، من بينها أنه كان ضحية عملية سطو نفذتها عصابة إجرامية.
وأبدت النيابة العامة في القاهرة "تحفظات" على ما توصل إليه الجانب الإيطالي من توجيه اتهام لرجال أمن مصريين، وقالت إنه "مبني على أدلة غير ثابتة".
لكنها أضافت في بيان سابق أن "النيابة العامة المصرية تؤكد تفهمها للقرارات المستقلة التي سوف تتخذها النيابة العامة في روما".
وقالت إن النيابة المصرية "توصلت إلى أدلة ثابتة على ارتكاب أفراد تشكيل عصابي واقعة سرقة متعلقات الطالب المجني عليه بالإكراه، حيث عُثر على تلك المتعلقات بمسكن أحد أفراد التشكيل". لكنها أضافت أن "مرتكب واقعة" قتل الطالب لا يزال مجهولا.
وأضاف البيان أن "النيابة العامة في مصر ستتصرف في ملف تحقيقات الواقعة بغلقه مؤقتا ... وتكليف جهات البحث والتحري بموالاة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للوصول إلى مرتكب الجريمة".
وفي مقابل ذلك، قال المدعي الإيطالي "سيرجيو كولايوكو"، العام الماضي، أمام لجنة برلمانية إن المسؤولين المصريين اختلقوا "قصصا غير حقيقية ... لحرف التحقيق عن مساره".
