طلب وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، "المسامحة" من عائلة الجنرال الراحل "قاسم سليماني"، بعدما "جرح مشاعرها"، تسريب تسجيل صوتي له، يتحدث فيه عن دور قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، في السياسة الخارجية.

ورأى "ظريف"، في منشور عبر حسابه على "إنستجرام"، أن التسريب "جرح المشاعر الصادقة لمحبي الشهيد البارز اللواء قاسم سليماني وعائلته… خصوصا ابنته زينب التي تعزّ عليّ كأولادي".

وأضاف: "لقد سامحتُ كل من أعتقد أنه اتهمني (..) وآمل أن يسامحني أيضا شعب إيران العظيم، وكل محبي السردار (لقب الضباط الكبار في الحرس)، وخصوصا عائلة سليماني النبيلة".

وأكد "ظريف"، أن "الملاحظات التي أدليت بها لا تقلل من المقام والدور الذي لا غنى عنه للشهيد سليماني"، مضيفا: "لكن لو كنت أعلم أن كلمة منها سيتم نشرها علنا، بالتأكيد لما كنت قلتها".

ونشرت وسائل إعلام خارج إيران، الأسبوع الماضي، تسجيلا صوتيا امتد لنحو 3 ساعات، ويتحدث فيه وزير الخارجية عن دور أدّاه "سليماني" الذي اغتيل بضربة جوية أمريكية في بغداد العام الماضي، في السياسة الخارجية لبلاده.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني في المقطع المسرب، أن "سليماني" ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثوري، ووصف استراتيجية النظام الإيراني بـ"الحرب الباردة"، قائلا: "ضحيت بالدبلوماسية لصالح ساحة المعركة أكثر مما ضحيت بساحة المعركة لصالح الدبلوماسية".

وتابع "ظريف" في التسجيل الصوتي: "كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، ولم أتمكن من إقناعه بطلباتي".

وأطلق تسجيل "ظريف"، الذي سُجل في مارس/آذار الماضي، وكان من المفترض أن يبث لاحقاً، سجالاً واسعاً في إيران، وسط دعوات لمحاسبة وزير الخارجية.

ولاحقا، أقرت الحكومة الإيرانية بصحة التسريب، مشيرة إلى تعليمات صدرت لوزير الاستخبارات "محمود علوي" للتعرف على هوية مرتكبي المؤامرة.

وأمام التسريب، نشرت "زينب سليماني"، عبر حسابها على "تويتر" الثلاثاء، صورة تظهر يد والدها بعيد اغتياله قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني 2020، مرفقة إياها بتعليق: "الكلفة (التي دفعها) الميدان من أجل الدبلوماسية".

ويحظى "سليماني" بمكانة عالية في إيران، خصوصا بعد اغتياله.

وتولى لأعوام طويلة قيادة قوة القدس في الحرس الثوري، ويعد من أبرز مهندسي السياسية الإقليمية للجمهورية الإسلامية.

يشار إلى أن "ظريف" هو سياسي وأكاديمي، ويعتبر من صلب نظام الثورة، ومن مؤيدي الدبلوماسية العلنية، وقد عمل نحو ربع قرن في الأمم المتحدة.

وشغل منصب وزير الخارجية في إيران منذ أغسطس/آب 2013، بعدما اختاره الرئيس "حسن روحاني"، إثر تسلمه رئاسة البلاد في الشهر نفسه، لحقيبة الخارجية، بعد موافقة أغلبية ساحقة من نواب البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون، وذلك لمهاراته الخطابية وإتقانه اللغة الإنجليزية.