"هجمة رسمية وإعلامية متضامنة مع المقاومة الفلسطينية.. وخطبة جمعة عن الأقصى من الجامع الأزهر.. تحركات دبلوماسية مكوكية للتهدئة.. فتح معبر رفح وتجهيز مستشفيات لاستقبال جرحي غزة".. هكذا يمكن رصد مواقف النظام المصري تجاه التصعيد الإسرائيلي الأخير في فلسطين.
هذه المواقف تمثل تغييرا في مواقف نظام الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، من القصف الإسرائيلي الذي ضرب غزة في 2014، إبان حكم ذات النظام.
هذا التغيير، وفقا لحديث مصدر خاص لـ"الخليج الجديد"، يشير إلى أن القاهرة لا تريد السماح لأي طرف آخر لتصدر المشهد، خاصة تركيا، و"لذلك تستهدف هذه المواقف تأكيد ريادة مصر للملف الفسلطيني، وتأكيد أن الدور المصري لا يمكن استبداله".
وأجرى الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، خلال الأيام الماضية، سلسلة اتصالات هاتفية مع رؤساء دول وحكومات نحو 20 بلدًا منها، لدعم فلسطين ضد الهجمات الإسرائيلية.
موقف مصر تجاه اللي بيحصل في فلسطين قوي جدا وافضل من اي دولة تانيه في العالم
— Mahmoud Elfeky (@maelfeky) May 14, 2021
- عبيد اردوغان الحنجوري يمتنعون
لهذا ظهر على الساحة، هذا التغيير في المواقف المصرية تجاه الأحداث، فخرجت تصريحات عن وزير الخارجية "سامح شكري"، تحمل سلطات الاحتلال، مسؤولية التصعيد، داعيا إسرائيل إلى تجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد واللجوء إلى الوسائل العسكرية.
وأجرى "شكري"، سلسلة اتصالات مع نظرائه في دول عربية وغربية، لحشد تحرك دولي ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
كما أجرى اتصالات مكثفة مع نظيريه الفلسطيني "رياض المالكي" والإسرائيلي "جابي أشكنازي"، لوقف التصعيد، وذلك قبل أن يتجه وفد أمني إلى رام الله وتل أبيب ويجري اتصالات مع فصائل المقاومة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار أو عقد هدنة إنسانية.
وجاءت كلمة "شكري" في الاجتماع الطارئ للجامعة العربية، لتحمل لهجة مختلفة تماما، خاصة حين قال إن "المحاولات المستمرة لتغيير هوية القدس وحرمان أهلها العرب من حقوقهم، لم تكن لتمر مرور الكرام، لذا لم يكن مستغربا ما رأيناه من أهل القدس الذين يخوضون معركة دفاع عن الهوية والوجود يتردد صداها في كل جنبات العالم الحر، وينظر إليها كل عربي بفخر واعتزاز".
قبل أن يضيف: "ما تعرض له المسجد الأقصى استفز مشاعرنا جميعا"، مشيرا إلى أن "هذه البقعة المقدسة تحولت إلى ساحة حرب على أيدي القوات الإسرائيلية، يُهان فيها المصلون العزل ويتعرضون للضرب والاعتقال، بدلاً من أن تتم حمايتهم لكي يؤدوا شعائرهم الدينية في حرية وأمان".
ورغم هذه الجهود، فإن مصر لم تجد صدى من إسرائيل، التي رفضت مقترحاتها لوقف إطلاق النار أو التهدئة.
جهود #مصر لا تقتصر على تحقيق وقف إطلاق النار والقصف المتبادل على ومن #غزة بل أيضا ضرورة وقف كل الإعتداءات والإجراءات الإسرائيلية في #القدس و #الأقصى و #الشيخ_جراح الساعات القادمة حاسمة والمجتمع العربي والدولي يدعم بقوة الجهود المصرية، والوفد #المصري هو الوحيد على الأرض منذ أيام
— Mohamed Rachid (@MBRachid) May 14, 2021
ووفق مصادر، فإن الرد الإسرائيلي، غير دفة مصر إلى دعم أعمال المقاومة، مضيفة: "الرد الإسرائيلي جاء بأنه ليس الآن، وأنه لن يتم الالتفات إلى أية اتصالات قبل تنفيذ خطة الردع التي أقرها الكابينت (مجلس الوزراء الأمني المصغر)".
وقالت المصادر: "سرعة تحول الموقف المصري بعد الردود الإسرائيلية، كان له ما قبله، بسبب عدم الرضا المصري عن كثير من التحركات الإسرائيلية الأخيرة التي تمت باتفاق مع أطراف عربية، واستبعاد مصر من المشاورات الخاصة بها".
حيث تشعر مصر، أمنيا بانزعاج من وتيرة التطبيع الإبراهيمي، التي تقودها الإمارات، وتقدم فيها أبوظبي ضغوطا وحوافز لدول عربية كي تطبع علاقاتها مع الاحتلال.
وترى القاهرة أن هذا يقلل من وزن القاهرة الإقليمي من ناحية العلاقات العربية الإسرائيلية والتي لن تتمتع فيها القاهرة بوضع خاص.
كما أن التواجد الإسرائيلي في السودان وفي البحر الأحمر إذا تم توقيع اتفاقات معينة يثير قلق القاهرة أمنيا.
أن تحني مراكز قيادة وتسويق التطبيع في #الامارات و #السعودية و #مصر رؤوسها لعاصفة الإجماع الشعبي العربي الداعمة للمقاومة الرافضة للعدوان ،وتنطفيء فيها موجات السخرية والفجور ،وتتوهج فيها تغريدات ومنشورات التضامن مع غزة والقدس ، هذا في حد ذاته نصر عزيز مؤزر للقضية العادلة#غزة_تنتفض
— جمال سلطان (@GamalSultan1) May 12, 2021
لذلك، ترى القاهرة، وفق المصادر، أن التصعيد الحالي فرصة لإبطاء وتيرة التطبيع، وإعادة التأكيد على ثوابت القضية الفلسيطينة المتفق عليها عربيا، وهو ما يجعل ضغوط التطبيع "أقل تأثيرا" خاصة مع عودة المشاهر الشعبية سلبيا تجاه الاحتلال.
ووفق المصادر: "لو أرادت مصر وقف التصعيد والضغط على المقاومة الفلسطينية لفعلت، والدليل على ذلك استمرار فتح معبر رفح خلال العمليات العسكرية الجارية، والسماح بدخول المساعدات الطبية".
كما أعلنت مصر، فتح معبر رفح لاستقبال المصابين من قطاع غزة، فضلا عن تجهيز 3 مستشفيات في شمال سيناء، لاستقبالهم، قبل أن ترسل وفودا طبية إلى هذه المستشفيات وإلى مستشفيات القطاع، وفق تقارير إعلامية محلية.
وهؤلاء أطباء مصر يحاولون دخول غزّة عبر رفح pic.twitter.com/9sXU2x6Hfc
— Pierre Abi-Saab (@PierreABISAAB) May 14, 2021
كما صدرت تعليمات لوسائل الإعلام المصرية، التي يسيطر على معظمها جهاز المخابرات، بتسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية، في القدس وغزة، وعدم الإساءة لفصائل المقاومة أو عرض أية آراء ومواقف سلبية منها.
وتضمنت التوصيات التركيز على مصطلح "المقاومة الفلسطينية"، دون تسمية الفصائل.
ولعل تغريدة البرلماني المقرب من السلطات "مصطفى بكري"، كانت البداية حين قال إن الموقف المصري بشأن الأحداث الجارية في فلسطين "يستحق التقدير"، واصفا التصعيد بـ"العدوان الإسرائيلي"، الذي يجب أن يتوقف "فورا".
وكشف "بكري"، عن تجميد بلاده العديد من الملفات مع إسرائيل، ردا على رفضها مقترحاتها بشأن وقف التصعيد.
الموقف المصري يستحق كل التقدير ، مصر تحركت علي الفور لوقف العدوان ، الوفد المصري ، طرح مبادره من ٤ نقاط
— مصطفى بكري (@BakryMP) May 14, 2021
- وقف العدوان الإسرائيلي فورا وصولا إلي وقف إطلاق النار وهدنه لمدة عام
- وقف دعم المستوطنيين ووقف التطهير العرقي في الشيخ جراح وغيرها
- وقف بناء المستوطنات
ودخل على الخط إعلاميون وفنانون، أعلنوا دعمهم للقضية الفلسطينية والقدس ودعوا إلى وقف قصف غزة.
٣-إنك تبعت وفد رسمي في عز الأزمة ويكون فيه تدخل مباشر لوقف العدوان دا تحرك مهم.
— محمد الجارحي (@MGar7ey) May 14, 2021
٤- تسريب خبر التهديد بتجميد الملفات مش اعتباطي خالص ومقصود جدا.
٥- الجهود الدبلوماسية محترمة جدا وعلى كل الأصعدة.#بلاش_مزايدة ولو شايف موقف مش محترم ح أكتب.
الموقف الرسمي المصري من التطورات الأخيرة في فلسطين موقف مشرف ، و يتفق مع مواقف مصر المساندة دائماً للشعب الفلسطيني ، و كالعادة تخرس ألسنة المزايدين و الحنجوريين .
— Mohamed Abu Hamed (@MohamedAbuHamed) May 14, 2021
في صمت العالم .. سنرسل اصواتكم للعالم #انقذوا_حي_الشيخ_الجراح #SaveSheikhJarrah, #الشيخ_جراح pic.twitter.com/5RpEjWabQK
— Mohamed Henedy (@OfficialHenedy) May 8, 2021
كما أن نقل خطبة الجمعة اليوم، من الجامع الأزهر، وإلقائها عبر إمامه "أحمد عمر هاشم"، المعروف بدفاعه المستميت عن فلسطين، تعد خطوة تغيير ملفتة، خاصة أنه تحدث بلهجة جديدة، تدعم المقاومة الفلسطينية وتشد من أزرها.
ودعا "هاشم"، في خطبته إلى تشكيل "قوة ردع إسلامية" وطالب حكام العرب والمسلمين بالتخلي عن صمتهم لإنقاذ فلسطين، واصفا الإسرائيليين بـ"الصهاينة شُذاذ الأرض".
الدكتور أحمد عمر هاشم يدين الاعتداء على الـ #المسجد_الأقصى خلال خطبة #الجمعة بـ #الأزهر الشريف pic.twitter.com/1miDdbQjLs
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 14, 2021
وعادة ما كانت وسائل الإعلام المصرية تتجاهل نقل خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، وكانت تقصر نقلها فقط على المساجد التي فيها وزير الأوقاف المقرب من النظام.
لكن اليوم نقلت القنوات التي تتبع للمخابرات العامة الخطبة من الجامع الأزهر، وهو ما اعتبره مراقبون تحولا في موقف الحكومة من المقاومة ومن قضية القدس.
إلا أنه على الرغم من ذلك كله، لم يكشف بعد عن تفاعل شعبي على الأرض مع الأحداث، واكتفى حديث المصريين عند مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن المصريين وجامعاتهم ونقاباتهم، وأحيانا مدارسهم في القاهرة والمدن الرئيسية، في مقدمة المظاهرين كلما حدث اعتداء من جانب الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، لا سيما لو كانت الساحة هي القدس.
إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا في تظاهرات المصريين المؤيدة للفلسطينيين، في مواجهة بطش الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت آخر مظاهرة جرت على استحياء عام 2017 على سلالم نقابة الصحفيين، اعتراضا على نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، وانتهت باعتقال عدد من الناشطين والصحفيين، وطلاب بعض الجامعات الذين شاركوا في مظاهرات مماثلة.
- شوهدت في القاهرة. #القدس_تنتفض #أنقذوا_حي_الشيخ_جراح #المسجد_الأقصى pic.twitter.com/Kc5Gd1rTwe
— Hosam Yahia (@HosamYahiaAJ) May 8, 2021
لازال السواد الأعظم من النظم العربية وعلى رأسهم #مصر و #السعودية يقمعون شعوبهم ولا يسمحون حتى الخروج بمسيرة لاستنكار جرائم #إسرائيل بحق #فلسطين.. النظام العربي يرتعد من أي حشد شعبي لفهمه أن الشعوب أدركت أنه من يحمي #تل_أبيب.. هناك أحداث جلل قادمة#غزة_تحت_القصف#فلسطين_تنتفض
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) May 14, 2021
اين شعب مصر من احداث #فلسطين .. خلال العقود الماضية كانت مصر هي رافعة القضية الفلسطينية..#غزة_تحت_القصف
— عباس الضالعي (@abbasaldhaleai) May 14, 2021