«كارنيغي»: ما الذي يريد أن يصل إليه «بوتين» حقا في سوريا؟

الاثنين 26 أكتوبر 2015 10:10 ص

تم طرح هذا السؤال على عدد من كبار الباحثين في مركز «كارنيغي» للسلام وكانت هذه بعض الأجوبة المنتقاة لكبار الباحثين في المركز:

شخص مرتجل وانتهازي

الناس في كثير من أنحاء العالم يثقون في «بوتين» كاستراتيجي محنك. ولكني على النقيض أرى أنه مرتجل وانتهازي من الطراز الأول. صحيح أنه يحاول ملء بعض الفراغات في الشرق الأوسط وسوريا بعد أن اختارت الولايات المتحدة التأني بشأن أي تدخل عسكري بالمنطقة،  ولكني في نفس الوقت أشك بأن «بوتين» يفكر خطوتين أو ثلاثة خطوات إلى الأمام. الحرب في سوريا على وشك أن تصبح أكثر سوءا وسوف تغرق روسيا في منتصفها. كما أنها ليست سوى مسألة وقت قبل أن نرى موجة من النشاط الجهادي تستهدف الروس سواء داخل سوريا، أو حتى في شوارع موسكو. صحيح أن تحرك روسيا سوف يشجع نظام «بشار الأسد» ولكنه أيضا سوف يحفز قوى الجهاد العالمي.

لقد رأينا هذا النمط بالفعل: العدوان الذي شنه «بوتين» ضد أوكرانيا قد تحول إلى كارثة بكل المقاييس. مغامرة سوريا لديها كل ما يؤهلها لأن تصير مأساة مماثلة، كما أنها تخربنا الكثيرة حول الطبيعة المتسرعة وغير المنظمة لجهود صناعة القرارات المتعلقة بالأمن القومي داخل الكريملين. أنا أيضا أشعر بالقلق حول أن «بوتين» قد أقحم رأسه وبدأ بالتورط في نشاط حركي في ساحة معركة معقدة للغاية في سوريا دون إجراء محادثات جادة حول كيفية إدارة النزاعات مع وزارة الدفاع الأمريكية أو غيرها من أعضاء التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية». جهود اجتثاث نشوب النزاعات لا تزال في مهدها. إنها مغامرة خطرة في غياب جهود الاتصال بين جيشه وبين القوى العاملة هناك.

«أندرو فايس» نائب رئيس قسم الدراسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي

الصديق الأقرب في الشرق الأوسط

«فلاديمير بوتين» لديه العديد من الأسباب كي يرغب بالتورط في سوريا كما أن «أوباما» لديه العديد من الأسباب للبقاء خارجها.

يرى النظام الروسي الحالي أن «سوريا الأسد» هي الصديق الأقرب له في منطقة الشرق الأوسط بل ويراه فيه انعكاسا له في المنطقة، نظام علماني أوتوقراطي لحزب أوحد يحارب المعارضة الداخلية والتطرف السني. الدعم النشط للأسد يعزز اثنين من العقائد التي يحملها «بوتين» منذ فترة طويلة: الحاجة إلى متابعة الحرب على الإرهاب بأكبر قوة ممكنة (وهي فكرة كان بوتين يعتز بها حتى من قبل جورج دبليو بوش)، والحساسية تجاه تغيير النظام. وبالتالي فإن العملية تستدعي ذكريات بدايات «بوتين» كرئيس لروسيا حين اندفع نحو الحرب في الشيشان عام 1999 كما أنها تكشف أيضا خوفه من نهايته.

«روسيا بوتين» هي أيضا «ديكتاتورية قائمة على المعلومات»، والتي تستمد شرعيتها من دعم أولئك العوام الذين يشاهدون التلفاز. بعد أن تدهور التدخل في أوكرانيا نحو فوضى مستعصية سيئة، فإن الحرب ضد «الدولة الإسلامية سوف تصبح هي السلسلة التليفزيونية الشعبية الجديدة في روسيا التي تحارب بشجاعة مرة أخرى الإرهابيين وتقوم بخداع الغرب. كما تعودنا مع «بوتين»، الأمر يبدو وكأنه حب للاستئثار بالظهور ولكنه أيضا جزء من استراتيجية طويلة الأجل.

«توماس دي وال»: زميل بمعهد كارنيغي بأوروبا

مجموعة أهداف مركبة

من خلال إطلاق حملة القصف الخاصة به في سوريا، فقد أثبت السيد «بوتين» أن روسيا يمكن أن تقوم بدورها في المساهمة في فوضى الشرق الأوسط. بخلاف ذلك، فإنه ربما يسعى إلى متابعة عدة أهداف: دعم «الأسد» من خلال تدمير أعدائه، شاملا كافة جماعات المعارضة وليس فقط «الدولة الإسلامية». بعض هذه الجماعات يقال أنها تشمل مقاتلين من روسيا وهو ما يعطي السيد «بوتين» مصلحة إضافية. وقد قام بنجاح في تحويل اتجاه الحوار بعيدا عن عدوانه على أوكرانيا، وهي فائدة جانبية أخرى للتورط في سوريا. وقد وضع نفسه كوسيط للحرب في سوريا إلا أنه لا يستطيع أن يقدم حلولا للوضع هناك كما أنه لا يمكن أن تقدم حلول في غيابه أيضا. وقد نجح في إثبات وجوده على حساب الولايات المتحدة، كما يشكو من ذلك حلفاء الولايات المتحدة أنفسهم، ولكن الولايات المتحدة لا تملك أن تفعل سوى القليل بخصوص الضربات الجوية الروسية التي تستهدف الميليشيات التي تدعمها ضد «الأسد».

وقد ثبت مرة أخرى أن النقاد قد أخطئوا أن روسيا سوف تكون معوقة بواسطة العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط. أين سيذهب السيد «بوتين» لاحقا؟ ربما هو نفسه لا يعرف ويعتمد على قدرته على تكييف تكتيكاته مع تغير الأوضاع. وليس من الواضح وجود استراتيجية وراء ذلك. وعلى حد تعبير الراحل« يوغي بيرا»، إذا كان لا يعرف أين يذهب فسوف ينتهي به الحال في مكان آخر.

«يوجين رومر» مدير برنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي

  كلمات مفتاحية

بوتين سوريا التدخل الروسي العسكري بشار الأسد الدولة الإسلامية

الحرب الروسية في سوريا: الخيارات السياسية واستراتيجيات الخروج «2-2»

«الإيكونوميست»: الشيعة يعتبرون «بوتين» البطل المخلّص

تحركات موسكو في سوريا: 5 رسائل ترسلها روسيا إلى العالم

«بروكنغز»: كيف ترتكب كل من روسيا والولايات المتحدة نفس الأخطاء في سوريا؟

«كارنيجي»: لماذا ينبغي للغرب أن يغض الطرف عن تدخل روسيا لدعم «الأسد»؟

فرنسا تحضر لاجتماع حول سوريا بدون روسيا وإيران

حرب «التفاصيل» والشياطين الكامنة خلفها

«بوتين»: الطلبيات على الأسلحة الروسية تتجاوز 50 مليار دولار

كيف يتحقق النصر لروسيا في سوريا؟

تحليلات ومعلومات ثبت خطؤها

«فورين بوليسي»: لماذا سيغرق «بوتين» في سوريا؟

ماذا حقق «بوتين» من مغامرة التدخل في سوريا حتى الآن؟

المحادثات السورية .. من يريد ماذا؟