أثار إعلان صندوق "تحيا مصر"، عن تخصيص حساب بنكي لتلقي تبرعات إعادة إعمار غزة، جدلا صاخبا، كونه هو ذاته المخصص لتلقي تبرعات مواجهة جائحة "كورونا" و"صبح على مصر بجنيه" و"تعمير سيناء".

وجاءت الخطوة، بعد إعلان الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، عن تقديم بلاده مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، بعد التدمير الواسع الذي تسبب فيه العدوان الإسرائيلي الأخير.

والحساب المخصص رقم (037037) لإعادة إعمار غزة، هو نفسه الذي خصصه الصندوق في كل البنوك المصرية، العام الماضي؛ للمشاركة في مبادرة توفير لقاح "كورونا" لغير القادرين، بحسب المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر "تامر عبدالفتاح".

وقبل سنوات، جرى تخصيص الحساب ذاته لجمع تبرعات حملة "صبح على مصر بجنيه"، التي أطلقها "السيسي" للمساهمة في النهوض بالاقتصاد المصري، العام 2016.

وفي العام 2017، خصص صندوق "تحيا مصر"، الحساب ذاته، لصالح ضحايا مجزرة مسجد الروضة ببئر العبد في العريش، بمحافظة شمالي سيناء.

وفي 2018، جرى تخصيص الحساب ذاته، لتلقي تبرعات مبادرة "سيناء غالية علينا" لتعمير وتنمية سيناء (شمال شرقي البلاد) بـ275 مليار جنيه.

وعلق الناشط "أحمد البنا" ساخرا، بالقول: "مدهش أنه نفس رقم الحساب اللي فتحه لدعم الاقتصاد في 2014، وطلب الناس تصبح على مصر من خلاله في 2016، واستمرت حملة الشحاتة (التسول) عليه لتوفير لقاح كورونا في 2020".

وأضاف عبر "تويتر": "ده لازم يكون حساب فائق الذكاء اللي هيعرف يفصل التبرعات ويوجهها صح".

وكتبت الإعلامية "نادية أبو المجد"، قائلة: "يعني بعد شيطنة الفلسطينيين وحماس اللي بتحكم غزة مطلوب من المصريين التبرع له!".

وأضافت: "رفقا بالمواطن الذي لم يجد من يحنو عليه ولا على عقله، والسيسي قال: حتدفع يعني حتدفع وهبني قصور.. احنا فقرا قوي".

ويتبع الصندوق الرئاسة المصرية، وتديره لجنة مكونة من مدنيين وقادة عسكريين سابقين وحاليين، أبرزهم اللواء "محمد أمين" (أمين الصندوق ومستشار السيسي للشؤون المالية)، إلى جانب وزيرة الاستثمار السابقة "سحر نصر"، ومفتي الجمهورية السابق "علي جمعة"، ورجلي الأعمال "محمد الأمين" و"نجيب ساويرس".

وبموجب القرار الرئاسي الذي أقره مجلس النواب المصري في 2015، ألغيت الرقابة المالية على الصندوق ضمنيا وتم إخراجه عن الموازنة العامة للدولة، وسط أجواء من السرية جرى فرضها على حسابات وميزانية الصندوق.