اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" يخاطر بفقدان إسرائيل دعم كبير في واشنطن ولا سيما من قبل الديمقراطيين وذلك بعد رفضه التجاوب مع طلب الرئيس "جو بايدن" خفض التصعيد للحملة العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ 11 يوما وأودت بحياة أكثر من 200 شهيد فلسطيني.

وقالت الصحيفة إن "طلب بايدن ورفض نتنياهو يخلق شقاق نادر بين البلدين، ويثير استياء بعض مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة كالجمهوريين، بينما يثلج صدور الديمقراطيين الذي دفعوا بشكل متزايد من أجل موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية".

وذكرت الصحيفة أن "بايدن" تجنب قبل طلبه الأربعاء من "نتنياهو" خفض التصعيد، الدخول في مواجهة مباشرة وعلنية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، غير أن طلبه الأربعاء المبطن بالتحذير هز عوالم السياسة والدبلوماسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة "نتنياهو كانت بمثابة أوضح دليل حتى الآن على دينامية سياسية متغيرة بسرعة، على الأقل بين الديمقراطيين، بشأن عدم القبول بكثير من الإجراءات التي تقول إن إسرائيل تتخذها دفاعا عن النفس".

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن رسالة البيت الأبيض لـ"نتنياهو" في الأيام الأخيرة هي أن الأرض تتغير في الولايات المتحدة، وحتى بين بعض المشرعين الذين كانوا يدعمون إسرائيل منذ فترة طويلة.

وفي المقابل فإن "نتنياهو"، وفي تحدي علني يؤكد انفصاله عن "بايدن"، أعلن مواصلة التصعيد وإطلاق النار على قطاع غزة حتى يتم تدمير أهداف حماس، وهي خطوة جديرة بالملاحظة لرئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يواجه وضعا سياسيا داخليا محفوف بالمخاطر.

وأضافت الصحيفة أن "بايدن" ليس لديه سلطة مباشرة لفرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، لكن الرسالة الصارمة من البيت الأبيض لإسرائيل ونتنياهو كانت واضحة :إذا واصل نتنياهو الصراع إلى أبعد من ذلك، فإنه يخاطر بفقدان دعم كبير في واشنطن.

وعقبت الصحيفة أن رسالة البيت الأبيض لـ"نتنياهو"، حذفت اللغة المعتادة حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها للمرة الأولى منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأفادت الصحيفة بأن هذه اللغة حظيت بترحيب ملموس من قبل كثير من الديمقراطيين، الذين صعدوا ضغوطهم خلال الفترة الماضية واتهموا البيت الأبيض بأنه يعطي الضوء الأخضر لـ"نتنياهو" بقتل المدنيين وأن القضية تتعلق بحقوق مدنية أساسية.

وفى غضون ذلك، شعر "بايدن" وإدارته بخيبة أمل كبيرة بعد قيام الجيش الإسرائيلي باستهداف برج يضم وكالة "أسوشيتد برس" ووسائل إعلامية أخرى في غزة ، وتسويته بالأرض.