تراجعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية، الجمعة، لتعمق خسائرها لليوم الرابع على التوالي، مسجلة أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع؛ بفعل تجدد مخاوف تخمة المعروض في السوق، مع تزايد احتمالات عودة الصادرات الإيرانية، عقب حدوث تقدما في محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وتراجع الخام الأمريكي بنسبة 0.4% إلى مستوى 61.70 دولارا للبرميل، وهو الأدنى منذ 26 أبريل/نيسان الماضي، من مستوى الافتتاح عند 61.92 دولارا.
كما انخفض خام برنت، بنسبة 0.8% إلى مستوى 64.70 دولارا للبرميل، وهو الأدنى منذ 26 أبريل/نيسان الماضي، من مستوى الافتتاح عند 65.20 دولارا.
عند تسوية الأسعار، الخميس، فقد الخام الأمريكي نسبة 2.3%، وانخفض خام برنت بنسبة 2.5%، فى ثالث خسارة يومية على التوالي.
وهذا التراجع يمثل أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس/آذار الماضي.
من جانبه، قال بنك "جي بي مورجان"، إن زيادة الإنتاج والصادرات الإيرانية أكثر من المتوقع ستكون عاملا سلبيا آخر تضاف على العوامل الأساسية أخرى تعوق ارتفاع أسعار النفط نحو 100 دولار للبرميل.
ويتوقع البنك الأمريكي، أن يرتفع إنتاج النفط الخام فى إيران إلى 3.2 ملايين برميل يوميا في ديسمبر/كانون الأول المقبل، من 2.8 مليون برميل يوميا فى الربع الأول من هذا العام.
ويصل إلى 4.2 ملايين برميل يوميا في أوائل عام 2023.
وتوقع بنك "باركليز" البريطاني، الجمعة، تعافياً تدريجياً في الطلب على النفط الذي يمضي قدماً بدرجة كبيرة مع إعادة فتح الاقتصادات.
وفي مذكرة تحت عنوان "عرض متحفظ وطلب يتعافى"، أفاد البنك بأنه ما زال متفائلاً حيال أسعار الخام، على الرغم من تنامي إصابات فيروس "كورونا" في أنحاء آسيا، واحتمال عودة الإمدادات الإيرانية.
وخفض "باركليز" تقديراته للطلب من منطقة الأسواق الآسيوية الناشئة باستثناء الصين، مشيراً إلى مزيد من المخاطر في حال استمرار التصاعد الحالي للإصابات بالفيروس، مضيفاً: "تمديد قيود الحركة في المنطقة قد يكبح تعافي الطلب بعض الشيء، لكن من المستبعد على ما يبدو أن يوقفه لفترة مستدامة، في ضوء النتائج الإيجابية الكبيرة لبرامج التطعيم في أنحاء العالم".
وتوقع البنك أن يبلغ متوسط أسعار برنت وغرب تكساس الوسيط 66 دولاراً و62 دولاراً على الترتيب هذا العام.
وقال "باركليز"، إن تفاهماً سريعاً على إحياء الاتفاق النووي الإيراني قد ينطوي على مخاطر بالنسبة إلى توقعاته السعرية في النصف الثاني من 2021.
وأضاف: "لكن مثل هذا التصور المحتمل قد ينطوي أيضاً على تخفيف أبطأ لقيود المعروض التي تفرضها (أوبك+) ما قد يمتص أثر الصدمة على الأسعار".
والخميس، قال الرئيس الإيراني "حسن روحاني"، في كلمة متلفزة، إن المحادثات في فيينا تناولت العقوبات المفروضة على قطاعات النفط والشحن البحري والبتروكيماويات والتأمين والبنك المركزي.
ولكن الدبلوماسيين الأوروبيين قالوا إن "النجاح غير مضمون"، وإن "قضايا صعبة للغاية ما زالت عالقة"، بينما صدرت عن مسؤول إيراني كبير تصريحات على النقيض من كلام "روحاني".
ونجاح المحادثات في شن برنامج إيران النووي يمهد الطريق إلى رفع العقوبات الأمريكية، وعودة صادرات النفط الإيرانية إلى السوق؛ ما قد يعزز الإمدادات العالمية من الخام ويضغط على الأسعار.
ويقول محللون، إن إيران قد تقدم حوالى مليون إلى مليوني برميل يومياً في إمدادات نفط إضافية، إذا ما توصلت إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.