خفضت مصر، مجددا، مبلغ التعويض الذي تطلبه من الشركة المالكة للسفينة "إيفر جيفن"، التي سدت المجرى الملاحي لقناة السويس، في مارس/آذار الماضي، إلى 550 مليون دولار، بعد أن كانت تطلب 900 مليونا، وفق تصريحات لرئيس هيئة القناة الفريق "أسامة ربيع"، الأحد.

وتحتجز السلطات المصرية السفينة في منطقة البحيرات المرة بالإسماعيلية؛ لمطالبتها بتعويض عن الخسائر التي تسبب بها إغلاق المجرى الملاحي لقناة السويس لعدة أيام، بعد جنوحها وسدها له.

وقال "ربيع" إن مصر تطالب الشركة المالكة للسفينة "إيفر جيفن" بتعويض يبلغ قيمته 550 مليون دولار، موضحًا أن التعويض في البداية كان يصل إلى 916 مليون دولار، وذلك قبل التعرف على قيمة البضائع الموجودة على السفينة.

وأضاف، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "الحياة" المصرية الخاصة، مساء الأحد، أن مبلغ الـ 550 مليون دولار هو تعويض عن الخسائر التي تكبدتها هيئة قناة السويس، مؤكدًا أن القناة ليس لها أي علاقة في جنوح السفينة، كما أن دور مرشد الهيئة على السفينة استشاري فقط.

وكان "ربيع" قد صرح، في العاشر من مايو/أيار الجاري، بأن مصر خفضت قيمة التعويض المطلوب من "إيفر جيفن" إلى 600 مليون دولار، بدلا من 900، وعرضت بدائل ميسرة للدفع، لكن مالكي السفينة لم يستجيبوا.

والسبت، اتهمت الشركة المالكة لـ"إيفر جيفن" هيئة قناة السويس بالتسبب في جنوح السفينة، معتبرة أن الجنوح كان بسبب خطأ ارتكبته الهيئة.

ووفق عضو فريق محامي الشركة اليابانية "أحمد أبو علي"، فإن طلب هيئة قناة السويس، تعويضا عن الحادث، يلزمها بإثبات "خطأ السفينة"، وهو ما لم تثبته الهيئة، قائلا إن هناك دلائل تشير إلى أن سبب الحادث هو خطأ من الهيئة، بسماحها للسفينة بالعبور في أحوال جوية غير مواتية، وهو ما تسبب في جنوحها.

ولفت "أبو علي" إلى أن فريق الدفاع قدم للمحكمة، خلال نظر دعوى تطالب بالتعويض، تفريغا لتسجيلات الصندوق الأسود للسفينة، والذي أظهر خلافات بين اثنين من مرشدي القناة، ومركز التحكم التابع لهيئة القناة، بشأن دخول السفينة للمجري الملاحي، في ظل طقس عاصف.

وأضاف أن المحامين أبلغوا المحكمة، أن السفينة كان يجب أن تكون مصحوبة بقاطرتين (زورقي سحب) مناسبتين على الأقل، في ضوء حجم السفينة، لكن "هذا لم يحدث".

وعلى العكس، قدمت الشركة المالكة للسفينة طلبا أمام القضاء المصري لمنحها تعويضا من قبل هيئة قناة السويس 100 ألف دولار؛ بسبب احتجازها للسفينة وتعطيلها.

وجنحت السفينة "إيفر جيفن" وهي واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، في قناة السويس في ظل رياح عاتية في 23 مارس/آذار الماضي، وظلت على هذا الوضع 6 أيام؛ مما أدى إلى عرقلة حركة المرور في كلا الاتجاهين وتعطيل حركة التجارة العالمية.

 وتسبب إغلاق قناة السويس، بسبب جنوح السفينة المذكورة، إلى اضطراب في الأسواق العالمية، وأدى إلى خسارة هيئة قناة السويس 15 مليون دولار يومياً من الإيرادات المفقودة، وفقاً لحساباتها.