رصد تقرير رسمي فلسطيني انتهاكات إسرائيلية خطيرة مورست ضد الصحفيين الفلسطينيين خلال مايو/أيار الماضي، بلغت 153 انتهاكا بحقهم بينهم شهيد.

وحسب التقرير الصادر عن وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، فإن القوات الإسرائيلية مارست "أسوأ وأشد صور إرهاب الدولة بحق الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس"،  "ضمن سياستها الممنهجة للحد من نشاطهم ودورهم في تغطية الحرب والممارسات والانتهاكات التي تنفذها تلك القوات بحق المواطنين الفلسطينيين العزل".

وأكدت "وفا" أن استهداف الصحفيين في قطاع غزة بالطائرات الحربية الإسرائيلية، وتدمير المؤسسات والطواقم الصحفية ومنازلهم، وتدمير الأبراج التي تضم مقرات إعلامية محلية ودولية، لا يعد سابقة بل "سلوكا منهجيا" في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.

وقالت إن ما حدث "تصرف همجي يستهدف سلامة الصحفيين من أجل إرهابهم ومنعهم من نقل وتغطية الممارسات الاحتلالية البربرية بحق المواطنين العزل في الأرض الفلسطينية، وإخفاء حقيقة ما يتعرض له شعبنا، وعدم وصولها للرأي العام المحلي والعالمي".

وأشارت إلى أنه خلال الشهر الماضي سُجل 153 انتهاكا ضد الصحفيين بينهم شهيد واحد هو الصحفي "يوسف أبو حسين" المذيع ومقدّم البرامج في إذاعة "صوت الأقصى"، الذي استشهد إثر قصف منزله بصاروخين من الطائرات الحربية في بناية في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وأوضحت أن إجمالي عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين أصيبوا جراء القصف من الطائرات الحربية وإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع والتعرض للضرب واعتداءات أخرى في الأرض الفلسطينية بلغ 75 مصابا.

كما أن عدد حالات الاعتقال والاحتجاز في الأرض الفلسطينية بلغت 26 حالة، في حين بلغ عدد حالات تدمير المقرات الإعلامية وحالات الاعتداءات على المؤسسات والمعدات الصحفية في الأرض الفلسطينية 51 حالة.

وأكدت وكالة "وفا" أن ما يجري في الأرض الفلسطينية من انتهاكات إسرائيلية للصحفيين الفلسطينيين باستهدافهم وتدمير مقراتهم الإعلامية بالطائرات الحربية "ما هو إلا حملة ممنهجة ومدبرة ومنظمة لعزل الأرض الفلسطينية عن باقي أرجاء العالم للتغطية على ما تقترفه من جرائم حرب بحق المدنيين الأبرياء العزل وممتلكاتهم".

ودعت المجتمع الدولي وحقوق الإنسان والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية التي تعنى بحرية الرأي والتعبير إلى إدراج "جرائم الحرب" بحق الصحفيين الفلسطينيين في ملفات التحقيق لدى المحكمة الجنائية الدولية كي لا يفلت الاحتلال الإسرائيلي من العقاب والحساب.

كانت إسرائيل دمرت برجا في قطاع غزة يضم مكاتب لقناة "الجزيرة" ومؤسسات إعلامية أخرى منها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية وموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

ولم تمهل القوات الإسرائيلية سكان البرج المسمى بـ"الجلاء"، إلا وقتا قصيرا جدا لإخلاء المكان قبل قصفه.

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أن مبنى الجلاء "كان يستخدمه جهاز المخابرات العسكرية لحماس، وهو ليس بناية بريئة".

واعتبرت منظمة "العفو" الدولية (غير حكومية) أن الاستهداف الإسرائيلي لبرج الجلاء بمثابة "جريمة حرب"، وطالبت، عبر "تويتر"، بالتحقيق فيه.