قالت منظمة «مجاهدي خلق»، المعارضة للنظام الإيراني، إن هجوما بنحو 80 صاروخا استهدف قاعدة قرب المطار الدولي في بغداد تضم مخيما لعناصر من المنظمة؛ ما أدي إلى مقتل 23 منهم وإصابة العشرات.

وأوضحت قيادة عمليات بغداد في بيان أن «الصورايخ جرى إطلاقها من منطقة البكرية وسقطت في محيط وداخل مخيم ليبرتي»، مضيفة أن الشرطة عثرت على الشاحنة التي اطلقت منها الصواريخ.

و«مخيم ليبرتي» هو قاعدة عسكرية أمريكية سابقة يأوي عناصر من منظمة «مجاهدي خلق»، والذين تم طردهم من إيران بعد قيام ما يُعرف بـ«الثورة الإسلامية» في العام 1979.

من جانبها، اتهمت «مجاهدي خلق» من أسمتهم بـ «عملاء المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي» بقصف المخيم.

وأضافت في بيان على موقعها الإلكتروني: «نظرا الى أبعاد هذا الهجوم لا شك أن عملاء قوة (فيلق) القدس (التابعة للاستخبارات الإيرانية) وبالتنسيق مع الحكومة العراقية قد بادروا بهذا العمل البشع ».

ولفتت إلى أن حصيلة الضحايا جراء الهجوم، حتى الآن، بلغت 23 قتيلا، فضلا عن عشرات الجرحى، بينهم 22 في حالة خطيرة، وجميعهم أعضاء في منظمة «مجاهدي خلق».

وأدانت المنظمة هذا الهجوم وعدته «همجية سافرة»، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان إلى «إدانة هذا العمل الاجرامي، واتخاذ التدابير الضرورية والكافية لحماية أرواح سكان ليبرتي».

ووقفت هذه المنظمة الى جانب الرئيس العراقي السابق، «صدام حسين»، خلال الحرب مع إيران في الثمانينيات، لكن الاحتلال الامريكي للعراق في العام 2003 أدى الى وصول قادة على علاقة جيدة مع إيران إلى حكم العراق.

وبعد الانسحاب الأمريكي من العراق في العام 2011، تم نقل المئات من «مجاهدي خلق» الى مخيم ليبرتي.

ومن ناحيتها، دانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان الهجوم.

وقالت إن المخيم، الذي يقع بالقرب من مطار بغداد، يضم حوالي 2200 لاجئ.

وقال المفوض الاعلى للاجئين، «انتونيو غوتيريس» إنه «عمل مستهجن، وأنا قلق جدا من الاضرار التي لحقت بالذين يعيشون في مخيم ليبرتي».

وأضاف: «يجب مواصلة جميع الجهود من أجل معالجة الجرحى وإعلان هوياتهم (…) وكذلك المسؤولين» عن الحادث.

أيضا أدانت واشنطن الهجوم.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، في بيان إن «الولايات المتحدة تدين بقوة الهجوم الوحشي والعبثي» على المخيم.

وأوضح أن واشنطن أجرت اتصالات مع كبار المسؤولين العراقيين للتأكد من ان السلطات تقدم «كل المساعدة الطبية العاجلة» الضرورية، وأن اجراءات امنية اضافية ستتخذ بعد هذا الهجوم.

وأعلنت الولايات المتحدة عزمها على مساعدة المفوضية العليا للاجئين لنقل سكان المخيم إلى «مكان دائم وآمن خارج العراق»، ودعت المزيد من الدول «للتجاوب مع هذا الوضع الانساني الطارئ».