أعلنت وسائل إعلام ليبية أن قوات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر"، أغلقت الحدود مع الجزائر، السبت، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة.

يأتي ذلك غداة إطلاق قوات "حفتر"، الخميس، عملية عسكرية في الجنوب الليبي بزعم ملاحقة من وصفتهم بـ"الإرهابيين التكفيريين".

وقالت قناة "ليبيا الحدث"، السبت، إن قوات "حفتر" تعلن الحدود مع الجزائر منطقة عسكرية مغلقة يُمنع التحرك فيها.

ونشرت القناة (خاصة داعمة لقوات حفتر) صورا قالت إنه انتشار عدد كبير من السيارات رباعية الدفع وعربات البيك أب المسلحة بمدافع رشاشة من "اللواء 128" التابع للقوات على الحدود الليبية الجزائرية.

كما نقل موقع "عين ليبيا" (خاص) أن مسلحين من قوات "حفتر" سيطروا على معبر إيسين الحدودي مع الجزائر.

ولم يصدر أي تعليق رسمي حول هذا الأمر من قبل قوات "حفتر"، أو المجلس الرئاسي الليبي بصفته القائد الأعلى للجيش.

وفي مايو/أيار 2014، أغلقت السلطات الجزائرية المعابر البرية الحدودية مع ليبيا خوفا من تسلل عناصر من جماعة مسلحة إرهابية.

ورغم ترحيب القوات بانتخاب السلطة الانتقالية في ليبيا، إلا أنها لا تزال تعمل بمعزل عن الحكومة الشرعية، كما يطلق "حفتر" على نفسه لقب "القائد العام للجيش الليبي"، في تجاهل للقائد الأعلى للجيش، رئيس المجلس الرئاسي "محمد المنفي.".

والشهر الماضي، حذر المجلس الرئاسي من "التصرفات العسكرية الأحادية" التي من شأنها "إعادة تأجيج الصراع وعرقلة العملية السياسية" في البلاد، على خلفية إقامة قوات "حفتر" عرضا عسكريا ضخما في مدينة بنغازي (شرق).

ووفق مراقبين، تعد تحركات "حفتر" الأخيرة في الجنوب الليبي وفي بنغازي، خطوة للتحشيد والاستعراض بعد هزيمة ميليشياته في طرابلس، بجانب كونها محاولة منه للسيطرة على الجنوب واستبعاد أي شخص ليس لديه ولاء له.

كما تأتي تحركات "حفتر"، قبل أيام من مؤتمر "برلين 2" حول ليبيا، المقرر في 23 يونيو/حزيران، والذي سيبحث الخطوات المقبلة التي يحتاج إليها تحقيق استقرار مستدام في البلاد، وتثبيت وقف إطلاق النار والتحضير للانتخابات العامة المقررة نهاية العام.

وتعاني ليبيا تداعيات صراع مسلح استمر لسنوات، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت قوات "حفتر"، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دوليا.

لكن منذ أشهر، شهدت ليبيا انفراجا سياسيا، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.