رجحت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن يتحكم الحرس الثوري في قرارات الرئيس الإيراني الجديد "إبراهيم رئيسي" باعتباره متشددا يفتقر إلى الخبرة السياسية.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها الأحد، أن 2 من كبار مسؤولي الأمن في النظام الإيراني قاما بزيارة "رئيسي" في مايو/أيار 2016، بعدما عينه المرشد الأعلى "علي خامنئي" كرئيس لمؤسسة "الإمام الرضا" الدينية المهمة في مدينة مشهد، وهما اللواء "محمد علي جعفري"، قائد الحرس الثوري آنذاك، و"قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس الذي قٌتل في غارة أمريكية في مطلع 2020.
وأضافت أن صور الاجتماع أظهرت الرجلين العسكريين يرتديان الزي المدني وينحنيان أمام "رئيسي" الذي كان يرتدي عمامة سوداء، ما قدم دلالة على أن المؤسسة الأمنية المتزايدة قوتها في البلاد كانت تهيئ "رئيسي" ليصبح رئيسا لإيران.
ويقول الخبير في السياسة الداخلية الإيرانية المقيم في براغ "رضا حقيقت نجاد": "لقد كان حدثًا غريبًا للغاية، لأن رئيس مؤسسة الإمام الرضا هو منصب ديني مهم ولكنه ليس منصبًا سياسيًا مهمًا".
وأضاف: "الطريقة التي جلسوا بها مع رئيسي مثل الطريقة التي جلسوا بها مع خامنئي، لم يكن لرئيسي هوية سياسية محددة قبل ذلك، لقد رفعوه".
وفي السياق، يقول الخبير في الشأن الإيراني في مجموعة الأزمات "علي واعظ": "إذا نظرت إلى سجله، ستجد أنه يتمتع بخبرة قليلة جدًا في السياسة الخارجية، وتقريبا لا يتمتع بخبرة حقيقية في الإدارة الاقتصادية الفعالة".
ويرى أحد المسؤولين الذي يعمل في منظمة حكومية في جنوب إيران أن "رئيسي ربما يكون هو أقل رئيس من ناحية الخبرة السياسية شهدته البلاد على الإطلاق"، مضيفا: "كل الآخرين لديهم نوع من الهوية السياسية المستقلة، لكن ليس لديه شيء، ليس لديه كاريزما، ولا حتى متحدثًا جيدًا، سيكون دمية في يد الحرس الثوري والمرشد الأعلى، الذين يريدون تنفيذ خططهم من خلاله"، على حد قوله.
وذكرت "الإندبندنت" أن "رئيسي" لن يتولى منصبه قبل شهر أغسطس/آب المقبل، وخلال هذه الفترة قد يتم التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 من خلال المحادثات التي تجرى في فيينا.
وأشارت إلى أنه حتى إذا استمرت المفاوضات حتى ولاية "رئيسي" فهناك فرصة جيدة لأن تظل إيران مهتمة بالعودة إلى الصفقة، لكنها أكدت أنه من المحتمل أن يكون هو وفريقه للسياسة الخارجية أقل اهتمامًا بكثير من أسلافهم في الصفقات اللاحقة بشأن التكنولوجيا النووية والأمن الإقليمي التي تسعى إليها إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، ما قد يؤدي إلى زيادة توتر العلاقات بين إيران والغرب.