تجمع دواوين الكويت: عراك مجلس الأمة إهانة لسمعة البلاد

الأربعاء 23 يونيو 2021 04:54 م

استنكر تجمع دواوين الكويت وقوع عراك بجلسة مجلس الأمة (البرلمان)، الثلاثاء، وما صاحبه من شجارات وملاسنات بين الأعضاء، واعتبرها "أفعالا مشينة" لا ترقى لمن يمثل الأمة ومصالحها" و"إهانة لسمعة الكويت ونشرا للفوضى وتأصيلا لفهم مغلوط لمعنى الحرية والديمقراطية على حساب مصالح البلاد والعباد".

واعتبر التجمع، في بيان، أن السلوكيات والأفعال والأقوال التي يمارسها البعض شوهت الديمقراطية في الكويت، ما تجاوز أثره إلى حد "إفساد علاقة الاحترام والمودة بين الحاكم والمحكوم".

وذكر البيان أن ما قام به نواب العراك "لا يعبر عن أصالة وحكمة من وضعوا دستور 1962، حيث ما ورثناه منهم أن الديمقراطية هي المنهج والأسلوب لعلاقة العروة الوثقى بين الحاكم والمحكوم واحترام الرأي والرأي الآخر".

وندد التجمع بانتقال الفوضى وثقافة الشارع إلى قاعة المواطنة والإخلاص والحرص على مصالح الكويت وأهلها، متسائلا: "من يتحمل مسؤولية ضياع حقوق الشعب بالرقابة والتشريع؟".

وأضاف البيان: "ما يحصل من تجاوزات لا يراعي ثوابت وقيم وأخلاق مجتمعنا ويؤدي إلى الانحراف الحاد في معالجة ملفات وقضايا بالغة الأهمية وعدم حسمها من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية بالرقابة المسؤولة والتشريع المثمر والمحاسبة الرصينة البعيدة عن التراشق والاستعراض الإعلامي وتصيد كل طرف لأخطاء الطرف الآخر"، مؤكدا أن "الناس ملت وضجرت، ومشاكل الكويت اختزلت فقط في الخلافات الشخصية بين هذا وذاك".

ووجه التجمع رسالة إلى نواب المعارضة، جاء فيها: اتقوا الله في الكويت وأهلها، فالدستور واضح واتباعه في العلاقة بين السلطات أمر واجب، والتعاون بين السلطتين مطلوب وضروري لأي إصلاح، والخطأ من أي طرف لا يعالج بالخطيئة، فطريق الإصلاح بين وطريق الفوضى بين، فلا بارك الله فيمن يدعوا إلى شحن الشارع والسعي إلى مس هيبة الدولة والدستور بحجة الإصلاح".

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، صورا ومقاطع فيديو تظهر وقوع عراك بالأيدي داخل مجلس الأمة، بعد التصويت بالموافقة على مشروع القانون بربط ميزانية الوزارات والإدارات الحكومية.

وذكرت صحيفة "القبس" الكويتية، أن العراك بدأ بين النائبين "حمود مبرك" و"مساعد العارضي"، ثم تدخل النواب لفض الاشتباك.

والثلاثاء؛ وافق مجلس الأمة الكويتي في جلسته الخاصة التي عقدها، بناء على طلب نيابي موقع من 15 نائبا، على الميزانية العامة للدولة وتقديرات الإيرادات والمصروفات الواردة بها، كما وافق على ميزانيات الجهات ذات الميزانيات الملحقة والمستقلة، وأحالها إلى الحكومة.

وشهدت الجلسة في بدايتها اعتراضات نيابية على عقد الجلسة خاصة وليست عادية، وحسم المجلس هذه الاعتراضات بالتصويت على صحة عقد الجلسة خاصة، وأقر بصحة هذا الإجراء، وفقا لما جاء في تقرير نشره الموقع الرسمي للمجلس.

ويهدف تجمع دواوين الكويت 219 إلى تفعيل دور الدواوين في المحافظة على المكتسبات الديمقراطية التي جاء بها دستور البلاد وإنعاش دور الشباب الكويتي في تحمل المسؤولية الوطنية.

ويقصد بالديوانية في المجتمع الكويتي مكان مخصص لاستقبال الضيوف وللالتقاء بالجيران والأصدقاء والاقارب من أجل مناقشة الأحداث واتخاذ القرارات الهامة التي تتعلق بالأشخاص أو العائلات، ولا تزال تحتفظ بأهميتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في دولة الكويت.

وسادت حالة من الصراع بين مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، الذي تسوده المعارضة، والحكومة، التي اضطرت للاستقالة في 13 يناير/كانون الثاني الماضي بعد 28 يوما من تشكيلها.

وأعاد رئيس الحكومة المستقيلة تشكيل حكومة جديدة أدت القسم في 30 مارس/آذار الماضي، لكن الصراع بقي مستمرا في ظل وجود 31 نائبا معارضا من 50 هو مجموع أعضاء مجلس الأمة المنتخبين.

ومطلع الشهر الجاري، طالبت المعارضة الكويتية أمير البلاد الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح" بالتدخل لوضع حد لما اعتبروه تعمد الحكومة تعطيل عمل مجلس الأمة (البرلمان) وحرمانه من ممارسة دوره الرقابي والتشريعي.

وطالبت المعارضة، أمير الكويت، بالفصل في هذا الأمر، بعد رفض الحكومة حضور الجلسة الخاصة التي دعا إليها رئيس مجلس الأمة بناء على طلب النواب؛ لبحث تعديل قانون المحكمة الإدارية، ما يسمح للقضاء بالنظر في قضايا الجنسية الكويتية التي تعتبر من أعمال السيادة.

والأربعاء، حذر أمير الكويت من "العبث بالنظام الديمقراطي في البلاد، أو الإضرار بالشعب الكويتي، وتجاوز الخط الأحمر"، قائلا: "نحن نراقب المشهد بكل دقة وروية، ونعطي الفرصة تلو الأخرى، لكن حين يصل الأمر إلى درجة الإضرار بالكويت وأهلها فلهؤلاء وغيرهم نقول لهم راجعوا حساباتكم"، وفقا لما أوردته صحيفة "السياسية" الكويتية.

وتابع: "نحن مؤمنون بنظامنا الديمقراطي ونفتخر به، ولن نسمح لأيٍ كان أن يعبث بهذا النظام، فهو قائم على دستور واضح بمواده، ويرسم الحقوق والواجبات بكل وضوح من خلال سلطات تتعاون فيما بينها".

ودعا أمير الكويت إلى الاحتكام إلى المحكمة الدستورية المسؤولة عن تفسير المواد محل الخلاف، واحترام أحكامها، مشددا على أن "الكويت وشعبها أمانة في رقبته وهما خط أحمر لن يسمح لأي كان أن يسيء لهما".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الكويت مجلس الأمة تجمع دواوين الكويت نوفا الأحمد الجابر الصباح البرلمان

الحكومة الكويتية توضح سبب تغيبها عن جلسة مجلس الأمة

الخلافات الشخصية.. عاصفة تشل المشهد السياسي في الكويت