بعد 20 عاما.. خروج مشين مرتقب للقوات الأمريكية من أفغانستان

الجمعة 25 يونيو 2021 06:14 م

علقت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها على ما رأت أنه خروج مشين لقوات الناتو والجيش الأمريكي من أفغانستان بعد 20 عاما.

وقالت الصحيفة إن أفغانستان لم تُعرف بأنها مقبرة الإمبراطوريات بدون مبرر، ومثل الاتحاد السوفييتي السابق والإمبراطورية البريطانية بل حتى الإسكندر العظيم، فإن خروج الأمريكيين بعد 20 عاما قد يتحول إلى هزيمة مشينة.

وتحدثت التايمز عن مخاطر تفكك الجيش الأفغاني وانهيار معنوياته بدون دعم للطيران الأمريكي لمواجهة هجمات طالبان.

وأضافت أن تسارع وحجم انهيار الجيش يثير الكثير من الأسئلة المقلقة حول ما سيحدث بعد استكمال أمريكا خروجها في 11 سبتمبر/أيلول.

وتعتقد الصحيفة أن الآمال بقدرة حكومة الرئيس "أشرف غنّي" على التفاوض مع "طالبان" وإشراكها في الحكومة وضمان حقوق للمرأة غير واقعية. فقد أثبتت حركة "طالبان" قوتها العسكرية واحتلت المناطق المحيطة بالمدنية، وهي مستعدة للهجوم حالة خرج الأمريكيون وقوات الناتو.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه الاستخبارات الأمريكية عن انهيار الحكومة الأفغانية خلال 12 شهرا، كما كشفت "وول ستريت جورنال" إلا أن بعض المسؤولين الغربيين يعتقدون أنها ستنهار في 3 أشهر من رحيل القوات الأمريكية. وكل هذا لن يؤثر على قرار الولايات المتحدة، مع أن إدارة "جو بايدن" عبّرت عن استعداد لإبطاء الرحيل دون التخلي عن الموعد الرمزي للخروج، وهي الذكرى العشرين لهجمات 9/11.

وتم سحب معظم القوات الأمريكية وعددها 3500 جندي ومعداتهم، ولا تزال "طالبان" ملتزمة بوقف إطلاق النار الذي وقّعته مع إدارة "دونالد ترامب" في فبراير/شباط 2020 وعدم استهداف القوات الأمريكية.

وتقول الولايات المتحدة إنها لو تخلت عن قرار الانسحاب فستتعرض قواتها لهجمات "طالبان" ما يطيل أمد "الحروب اللانهائية" والتي تعتبر الأطول في تاريخ أمريكا.

ومن المنظور الغربي، فالنتيجة لن تكون جيدة، ولا يوجد هناك بديل يمنع صعود طالبان.

ويجب أن يكون الهدف هو منع اندلاع حرب أهلية والحفاظ على الكثير من الحقوق التي حصل عليها الأفغان خلال العقدين الماضيين. وكل هذا يعتمد على استعداد "طالبان" للمشاركة في السلطة مع الحكومة وقادة الأقاليم.

وربما ظهر نظام جديد على الطريقة الإيرانية، تحتفظ فيه "طالبان" بالسلطة النهائية عبر مجلس ديني أعلى وبمسؤولين منتخبين وتكنوقراط. والخطر من رفض "طالبان" التشارك في السلطة، يعني حربا مستمرة. وأي من الخيارين ليس جيدا للأفغان وما حصلوا عليه من حقوق.

لكن الغرب لديه فرصة لتشكيل نتيجة النزاع، فمن خلال تمويله للجيش الأفغاني وتأثيره على اللاعبين في السلطة عبر تأشيرات السفر والأرصدة الخارجية، يستطيع الغرب تخفيض نفوذ إيران وقدرتها التفاوضية.

كما سيكون أي دعم في المستقبل لحكومة بقيادة "طالبان" مشروطا بالتزامها بحقوق الإنسان والضمانات الأمنية. وهذا يعني تعامل الغرب وبطريقة براجماتية مع "طالبان" كما تفعل بقية الدول الأخرى مثل الهند والصين وروسيا. وربما كان التعاون هذا غير مستساغ، لكن الغرب لا خيار أمامه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان القوات الأمريكية

على ضوء هجمات طالبان.. واشنطن قد تبطئ وتيرة الانسحاب من أفغانستان

طالبان تقترب من السيطرة على مدينة كبرى بأفغانستان.. هل يتدخل الطيران الأمريكي؟

بايدن يستقبل الرئيس الأفغاني في البيت الأبيض.. ويؤكد: شراكتنا ستستمر

طالبان تتوعد بالتصدي لأي قوة عسكرية بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان