تناولت معظم المواقع الإخبارية التي يديرها التحالف الشيعي العراقي، نتائج الانتخابات التركية التي جرت أمس، بامتعاض شديد، وأعربت عن خيبة أملها بعد تمكن حزب «العدالة والتنمية» من الفوز بنسبة كبيرة اقتربت من 50%.

وبالرغم من عدم إعلان النتائج النهائية للانتخابات بعد، إلا أن أحاديث النواب الشيعة داخل البرلمان العراقي لم يغب عنها حالة الغضب من هذه النتائج.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، نشرت الحسابات المقربة والمملوكة لأحزاب التحالف الشيعي أخبارا وتعليقات تراوحت بين التشكيك بنتائج الانتخابات والطعن بها، وصولا إلى تهنئة «الدولة الإسلامية» بهذا الفوز. بحسب تعبيرهم.

موقع «البشائر» الذي يدار من قبل مؤيدي «نوري المالكي»، وصف الانتخابات التركية بأنها «يوم أسود لمحبي أهل البيت»، مضيفاً أن «فوز السلطان العثماني هو تذكير بأن مصائب الشيعة مستمرة على مر العصور».

وأضاف المدون «علاء المكصوصي» في الموقع ذاته: «الأخبار الواردة من تركيا حملت إلينا نبأ فوز أحد مضطهدي شيعة أهل البيت، وهو الأمر الذي يستوجب منا التعزية مقدماً في هذا المصاب الجلل الذي سيلحق بشيعتنا في السنوات المقبلة».

استهداف «أردوغان»

وفي تعليق آخر على صفحة «جيش العصائب الإلكتروني» هاجم الناشط «خادم العترة» جميع الأحزاب السياسية والفصائل الشيعية في العراق التي لم تبذل جهدها للتأثير على نتائج الانتخابات التركية من خلال دعم القوى المعارضة لأردوغان، محذراً من «فترة عصيبة أخرى» تنتظر العراق في ظل وجود السلطان العثماني الأخير. بحسب وصفه.

«تجمع مؤيدي العامري» وهي صفحة لزعيم منظمة «بدر» الشيعية اعتبرت أن نتائج الانتخابات التركية ستنعكس بشكل سلبي على معنويات مقاتلي الحشد الشعبي في ساحات المعارك، وبررت ذلك بأن نجاح «العدالة والتنمية» يعتبر فوزا للداعم الرسمي لتنظيم الدولة وصعوده مجدداً لقيادة التنظيمات التكفيرية، بحسب وصف الصفحة.

أما المغرد «بشير الفالي» فدعا عبر «تويتر» إلى التهدئة وانتظار النتائج النهائية والطعون فيها قبل التحرك من جديد في حملة تستهدف «أردوغان» وحزبه الذي وصفه بأنه «أشد خطراً على المؤمنين من يزيد وأبيه معاوية، والشمر بن ذي الجوشن».

سحر وشعوذة

وبحسب مختصون في الشأن العراقي، فإن أغلب الأحزاب الشيعية امتنعت إلى الآن عن التصريح بموقف من نتائج الانتخابات التركية، لكنها استخدمت مواقعها الإخبارية البديلة من أجل تمرير حالة الغضب وخيبة الأمل ولتحشيد الجمهور من أجل اتخاذ موقف سلبي من هذه النتائج.

من ناحية أخرى، أفاد مصدر من داخل البرلمان العراقي أن غياب الموقف الرسمي من النتائج التركية لم يمنع نواب شيعة من الحديث بغضب عنها، فيما استغرب أحد النواب من طريقة تفكير الشعب التركي الذي لم تفلح كل الحملات السابقة في ثنيه عن الاصطفاف خلف «أردوغان».

وأضاف المصدر أن واحدة من أكثر ردود الأفعال طرافة جاءت على لسان إحدى البرلمانيات من التحالف الشيعي والتي لم تستبعد أن يكون «أردوغان» قد لجأ إلى أعمال السحر والشعوذة والاستعانة بالدجالين للتأثير على الشعب التركي و الحصول على هذه النتائج.

يذكر أن خيبة الأمل ذاتها قد أصابت بعض المواقع الإيرانية، ما دفعها للتعبير عن صدمتها من فوز حزب «العدالة والتنمية»، زاعمة أن الأصوات التي ذهبت إلى «العدالة والتنمية»، كانت بدافع الخوف من انتشار تنظيم «الدولة الإسلامية» في البلاد، وليست حبا في الحزب ولا في «أردوغان».

وكان «أردوغان» قال أمس الأحد -في بيان مكتوب في أول تعليق على نتائج الانتخابات- إن الناخبين الأتراك صوتوا لصالح وحدة وسيادة تركيا، معتبرا أن أهم رسالة لنتيجة الانتخابات هي تلك الموجهة لـ«حزب العمال الكردستاني»، وأن الشعب التركي قد رد بجواب صارم على هذه المنظمة التي حاولت نشر الإرهاب في تركيا.

وبعد نشر النتائج شبه النهائيةغير الرسمية للانتخابات، فقد أصبح في حكم المؤكد أن يتمكن حزب العدالة والتنمية، برئاسة «أحمد داود أوغلو» من تشكيل الحكومة منفردا، حيث حاز الحزب على 49.58% من الأصوات نحو (23.3 مليون صوت)، مما يعني حصوله على 316 مقعدا في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا.

وحصل حزب «الشعب الجمهوري» برئاسة «كمال قليجدار أوغلو» على نسبة 25.38% من الأصوات (134 مقعدا)، بينما حصل حزب «الحركة القومية» برئاسة «دولت بهتشلي» على نسبة 11.93% من الأصوات (41 مقعدا)، أما حزب «الشعوب الديمقراطي» بزعامة «صلاح الدين دميرطاش»، فقد حصل على 10.70% من الأصوات (59 مقعدا).

وحصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات، وتجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة 87% من أصل أكثر من 54 مليون مواطن يحق لهم التصويت.