سيعرقل "حزب الله" العرض الأخير الذي قدمته إسرائيل بالمساعدات الإنسانية للبنان خوفا من إضعاف دعمه المحلي، بالإضافة لخوفه من ميل الكفة أكثر لصالح مزيد من التطبيع مع إسرائيل.

في 6 يوليو/تموز، قال وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس" إن إسرائيل عرضت بشكل رسمي إرسال مساعدات إنسانية إلى لبنان من خلال قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الموجودة في لبنان.

وبالرغم أنه لم يكن واضحا نوع المساعدات المعروضة؛ فإن لبنان يواجه الآن أزمة اقتصادية جعلت الغاز والغذاء والخدمات الطبية وغيرها من الضروريات الأساسية نادرة بشكل غير مسبوق.

وجاء العرض في الوقت الذي دعا فيه رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال في لبنان "حسان دياب"، إلى مساعدات إنسانية عاجلة من المجتمع الدولي، محذرًا من أن البلاد قد تعاني من "انفجار اجتماعي" إذا لم تحصل على دعم عاجل.

شبكات المحسوبية المهددة

ومع ذلك، ليس لدى "حزب الله" أيضا أي خيارات أخرى للحصول على مصادر دعم جديدة للحفاظ على نظام المحسوبية الذي يعتمد عليه لضمان ولاء المجتمع الشيعي في لبنان.

ولطالما استخدم "حزب الله" مزيجا من القوة المسلحة وشبكات المحسوبية للحفاظ على نفوذه في لبنان، لكن المساعدات التي يقدمها تراجعت بفعل تخفيضات الإنفاق وعدم وجود مساعدات دولية جديدة، فضلا عن مطالب الإصلاحات الهيكلية الشاملة من المانحين الأجانب للبنان.

ودعا زعيم "حزب الله"، "حسن نصرالله" إلى قبول شحنات نفط من إيران لتخفيف النقص في مجال الطاقة، رغم أن فعل ذلك من شأنه أن ينتهك العقوبات الأمريكية ويعزل بيروت اقتصاديا بشكل أكبر.

كما يمكن للقوات الإسرائيلية أيضا تخريب السفن الإيرانية التي تذهب إلى لبنان كجزء من حرب الظل المستمرة بين إسرائيل وإيران في جميع أنحاء المنطقة.

وعلاوة على ذلك، لا تزال المساعدات الدولية من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربي مرهونة بالإصلاحات الهيكلية للنظام الطائفي وهو الأمر الذي قد يضعف موقف "حزب الله" المحلي.

اللجوء للقوة

ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، سيتعين على "حزب الله" الاعتماد أكثر على القوة للحفاظ على نفوذه، مما يضعف الوضع الأمني ​​الهش في البلاد بالفعل.

كما أن تداعيات الانهيار المالي ستؤدي لجعل "حزب الله" أقل قدرة على توفير الإمدادات الاقتصادية والإنسانية لمجتمعه الشيعي، الذي يعد بالفعل أحد أفقر الطوائف في البلاد.

ونتيجة لذلك، قد يميل بعض الشيعة لأن يصبحوا أكثر جرأة في انتقاد دور "حزب الله" في النظام الطائفي الذي ترك لبنان معزولًا اقتصاديا.

لكن مع وجود طريق بري آمن إلى إيران من خلال سوريا والعراق، فإن "حزب الله" سيظل قادرا على تطوير ترسانته العسكرية، مما يجعل الحزب قادرا على إظهار القوة محليا ضد المعارضين.